في اللحظات الأخيرة، أعلنت دار «كارنيغي هول» العريقة في نيويورك، أمس الخميس، إقصاء قائد الأوركسترا الروسي الشهير، فاليري غيرغييف، المقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين، عن سلسلة عروض ستُقدّم في القاعة الأميركية خلال اليومين المقبلين بسبب التدخّل العسكري الروسي في دونباس.وسيُستبدل غيرغييف بالمدير الموسيقي لدار أوبرا «متروبوليتان» في نيويورك، يانيك نيزيت ــ سوغان، وفق ما أعلنت «كارنيغي هول» وأوركسترا فيينا الفيلهرمونية في بيان مشترك، بعدما كان مقرراً أن يقود غيرغييف ثلاث حفلات اعتباراً من اليوم الجمعة.
وقالت ناطقة باسم «كارنيغي هول» لوكالة «فرانس برس» إنّ «هذا التغيير مرده إلى الأحداث الأخيرة في العالم»، فيما لم يعط البيان الرسمي أي سبب للقرار.
وكانت دعوات قد أطلقت عبر فايسبوك للتظاهر أمام قاعة الحفلات الشهيرة التي دُشنت سنة 1891 على الجادة السابعة من مانهاتن في نيويورك، وشهدت مرور كبار الموسيقيين من جورج غيرشوين إلى مايلز ديفيس.
كما طلبت دار «لا سكالا» الإيطالية، أمس الخميس، من قائد الأوركسترا الروسي الكثير الترحال المطالبة علناً بإيجاد «حل سلمي» للنزاع، ملوّحةً بالاستغناء عن خدماته في عرضين مقبلين لمسرحية «ملكة البستوني» الأوبرالية لتشايكوفسكي من المزمع إقامتهما على خشبة الدار الإيطالية العريقة في ميلانو بين 5 و13 آذار (مارس) المقبل.
وأوضحت «كارنيغي هول» والأوركسترا الفيلهرمونية في فيينا أيضاً أنّ عازف البيانو دنيس ماتسويف، المعروف أيضاً بدعمه لفلاديمير بوتين، سيتغيّب الجمعة عن العرض الذي كان مقرراً أن يشارك فيه.
يُعتبر المدير العام لمسرح مارينسكي العريق في سانت بطرسبرغ، فاليري غيرغييف (68 عاماً)، من أكثر قادة الفرق الموسيقية شهرة في العالم. أثار الجدل مراراً في العقد الأخير بفعل قربه من بوتين الذي يعرفه منذ عام 1992، وتصريحاته حول ضم شبه جزيرة القرم أو حول فرقة «بوسي رايوت»، ومشاركته في حفلات في أوسيتيا الجنوبية أو في تدمر إلى جانب الجيش السوري.
وردّاً على سؤال لوكالة «فرانس برس» في باريس عام 2018، أشار غيرغييف إلى أنه لا يريد الحديث في السياسة، لكنه رحب بإعادة انتخاب بوتين لولاية جديدة، قائلاً إنه يلتقيه من «خمس إلى ست مرات في السنة».