لم يرغب روبرت باتينسون يوماً في تأدية دور أحد الأبطال الخارقين قبل أن يتخلّى بن أفليك فجأة عن دور الرجل الوطواط، الذي سيرتديه باتينسون في أحدث فيلم من سلسلة «باتمان» الذي ينطلق عرضه بعد غدٍ الجمعة في الصالات الأميركية.وبعدما أمضى العقد الماضي في العمل بشكل أساسي على أفلام فنية نالت استحسان النقاد، طلب روبرت باتينسون المعروف بدوره في «توايلايت» موعداً للقاء المخرجين المكلفين من شركة «وورنر بروز»، ليطرح إعادة إحياء السلسلة المحبوبة.
ويقول المنتج ديلان كلارك لوكالة «فرانس برس» إنّ باتينسون: «بحث عني... وتطرّق إلى +باتمان+ خلال اللقاء الذي جمعنا».
ويضيف أنّ الممثل البالغ 35 عاماً حتى لو بدا «قلقاً بعض الشيء» من المشاركة في «فيلم هوليوودي ضخم» مرة جديدة، إلا أنّه «أعرب عن اهتمام كبير بشخصية باتمان»، موضحاً أنّ شكل فكّي باتينسون ساعد في اتخاذ القرار.
وأفضى اللقاء الذي جمع الرجلين عن فيلم The Batman المرتقب بدء عرضه في الصالات الأميركية في 4 آذار (مارس) الحالي للمخرج مات ريفز.
يتناول الفيلم قصة «بروس واين» الذي يتحوّل إلى «باتمان»، بعد فشله في كسب ثقة شرطة مدينة غوثام وسكانها خلال عمله كمحقق ليلي.
ويستمر باتينسون في العمل على خططه ودوافعه لملاحقة المجرمين في المدينة، فيما أدواته الشهيرة في مكافحة الأشرار لا تزال في مراحلها الأولية.
يتميّز «باتمان» حتى بالمقارنة مع أفلام كريستوفر نولان الثلاثة التي شارك في بطولتها كريستيان بيل، بجوّه المظلم والمروع.
ويظهر «باتمان» بائساً وشبه كئيب، إذ استوحت هذه الشخصية سماتها جزئياً من قائد فرقة «نيرفانا» كورت كوبين، الذي تحضر موسيقاه كذلك ضمن موسيقى الفيلم التصويرية.
ويقول كلارك إنّ باتينسون الذي أدّى دوراً مساعداً في فيلم الخيال العلمي «تينيت»، أراد أن يلعب دوراً يتمحور حول «القدرات الجسدية». ويتابع: «ما لم يكن يعرفه باتينسون هو أنّ السيناريو الذي كتبه مات سيُدخل الشخصية في تقلبات عاطفية وجسدية، وأنه سيضع نفسه أمام اختبارات صعبة».
كذلك، يشير كلارك إلى أنّ «باتمان» في هذا الفيلم يمثّل «بطلاً بائساً ويظهر أحيانًا فاقداً للمواصفات البطولية التي عادة ما يتّسم بها الأبطال»، مضيفاً أنّ الانتقام يمثّل القوة الدافعة له.
كما يطارد «باتمان» شخصية «ريدلر» (يؤدي دوره بول دانو)، وهو سفاح يشبه بأسلوبه الشرير زودياك السفاح أو القتلة الذين تناولهم أخيراً مسلسل «نتفليكس» Mind Hunter المقتبس من أحداث حقيقية. ويدّعي «ريدلر» أنّ إحساساً بتحقيق العدالة يدفعه إلى القيام بحملة ضد الفاسدين الكبار في غوثام، وتجذب جرائمه التي تنتشر في مواقع التواصل أشخاصاً مستائين ومحرومين في المدينة.
في سياق متصل، يوضح كلارك أنّ «مات كتب هذا السيناريو قبل عامين على إطلاق الإنتاج (عام 2020)»، مضيفاً: «أعتقد أنه كان ينظر إلى عالمنا وما كان يجري فيه». ويتابع أنّ «أفضل ما في غوثام هي أنّها مرآة لمجتمعاتنا، وتمثل أشخاصاً يشعرون بالتهميش ومستائين». وبينما يشدد كلارك على أنّ الفيلم لا يحمل «رسائل سياسية أو حساسة»، يشير إلى أنّ رسالة الفيلم تتمثل في أنّ «العالم يحتاج إلى الإيمان بالمسؤولين المُنتَخبين».
يؤدي باتينسون دور باتمان بعد بن أفليك الذي لم يلق ظهوره كباتمان في فيلمي Batman v Superman: Dawn Of Justice
وJustice League استحساناً كبيراً لدى الجمهور.
هنا، يوضح كلارك أنّ شركة «دي سي كوميكس» كان من الضروري أن تشهد بعض التحولات، وأعتقد أنّ بن كان يراجع حياته ويفكر أين يريد أن يكون، «ثم اتخذ قرار الانسحاب بمفرده».
ويشكّل دخول ممثل جديد إلى الفيلم فرصة أمام المخرجين للقيام بـ «انطلاقة جديدة» في السلسلة الموجودة على شكل قصص مصوّرة منذ ثمانية عقود.