«صالون هدى» (91 د ــ 2021) هو أحدث أفلام السينمائي الفلسطيني هاني أبو أسعد (1960). جال خلال الأشهر الماضية على أحداث سينمائية عدّة حول العالم، من بينها الدورة السادسة والأربعين من «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي» في أيلول الماضي، حيث عُرض ضمن قسم Platform (منصة)، المهتم بعرض أفلام المخرجين المميزين في السينما العالمية.العمل المأخوذ عن أحداث حقيقية، ويتعمّق في مفاهيم الولاء والخيانة والحرية، عن طريق أحداث تدور في محلّ لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه سيدة تُدعى «هدى». تتردّد عليه أمّ شابة تُدعى «ريم» لتغيير قَصّة شعرها؛ فتنقلب الأمور رأساً على عقب حين يتم تصويرها في مواضع «مخلّة» بسبب «هدى» المتعاملة مع الاحتلال الإسرائيلي والتي تحاول ابتزازها لتقوم بما هو ضدّ مبادئها. هكذا، يتعيّن على «ريم» الاختيار بين «شرفها» وخيانة بلدها.
وبحسب ما هو متداول، فإنّ تورط «هدى» مع الصهاينة دفعها لاستغلال محلها وتصوير النساء اللواتي يترددن عليه في أوضاع «مخلة بالآداب بعد تخديرهن، ومن ثم ابتزازهن للقيام بالعمل لمصلحة الإستخبارات الإسرائيلية.
وعن فيلمه الجديد، سبق أن قال أبو أسعد في بيان: «نادراً ما أجد قصة مستوحاة من أحداث حقيقية تحتوي على تناقضات. «صالون هدى» فيلم تملؤه التناقضات التي تتشابك سوياً بطريقة دقيقة، ثم تبدأ في التوافق مثل التروس الرئيسية داخل الساعة، وفي النهاية تقوي بعضها البعض خلال التحامها. على الرغم من وجود وظائف وأجندات مختلفة، إلا أنها جميعاً تعمل لنفس الهدف: التشويق».
خلال النسخة الخامسة من «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة» المستمرة لغاية يوم غدٍ الجمعة، تمكّن الجمهور اللبناني من مشاهدة العمل الذي أثار خلال الساعات الماضية بلبلة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم روّادها بين مؤيد للشريط ومعارض له.
الفيلم الذي يتشارك بطولته علي سليمان ومنال عوض وميساء عبد الهادي وآخرين، طالته انتقاداته على مستويات عدّة.
فهناك من الفلسطينيين من استنكر احتواءه على مشاهد وُصفت بالـ «إباحية»، في الوقت الذي رأى فيه آخرون ما اعتبروا أنّه «عدم حرص على توعية المواطنين، بل محاولة لتشويه نضالات المرأة الفلسطينية».
من ناحيتها، نفت وزارة الثقافة الفلسطينية، اليوم الخميس، أن تكون لها أي علاقة بـ «صالون هدى»، مؤكدةً على ضرورة وجود «سينما وطنية شاملة ملتزمة بقضايا شعبنا ونضاله المشرف لاستعادة بلاده وتحريرها».
أما دائرة الإنتاج الفني في حركة «حماس»، فاستنكرت «التشويه المقصود في «صالون هدى» الذي يسيء لنضال الشعب الفلسطيني واختصاره في مشاهد رديئة». وأضافت: «المشاهد في الفيلم تهدف إلى نيل الشهرة باسم الفن والحصول على الأموال المغمّسة بكرامة الشعب المناضل من الدول المانحة على حساب القضية الفلسطينية».