القاهرة | مجدداً، عادت «سيدة الشاشة العربية» إلى صدارة المشهد بعد تعرّضها لوعكة صحية قبل أيام أدخلتها إلى المستشفى. إثر معانتها من عدم انتظام في ضربات القلب، قضت فاتن حمامة (1931 ــ الصورة) ثلاثة أيام تحت الرعاية الطبية الفائقة خوفاً من حدوث تدهور حالتها.
مرض بطلة مسلسل «ضمير أبلة حكمت» أثار اهتمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ما دفعه إلى الإتصال بها للاطمئنان على صحتها والحديث معها في أمور عدّة. أمور تنوّعت بين السياسة والفن. المكالمة الهاتفية رفعت معنويات حمامة، فيما كان مندوب الرئيس على باب غرفتها في المستشفى لتسليمها باقة من الزهور مرسلة من السيسي شخصياً.
في غضون ذلك، هناك من تحدّث عن أنّه يبدو أنّ فاتن حمامة تحظى بمكانة خاصة لدى الرئيس، فرغم وجود الفنانة مديحة يسري في المستشفى بحالة صحية خطيرة، لم يحاول السيسي التواصل معها.
لكن للسيسي أهميته لدى بطلة فيلم «لا أنام» التي سبق أن شاركت مع فنانين في دعمه خلال ترشحه للإنتخابات. يومها حرص السيسي على تخصيصها بتحية مميّزة، فقصد منضدتها تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة. هذا الظهور أعقب عودة الممثلة القديرة إلى الأضواء خلال الفترة الماضية. عودة تزامنت مع التحركات السياسية وقتها، فكانت من بين المكرّمين في أوّل احتفال بعودة «عيد الفن» في شباط (فبراير) الماضي حين تسلمت درعاً تركيمياً من الرئيس السابق عدلي منصور. علماً بأنّ فاتن حمامة انعزلت عن الوسط الفني رغم اعتزالها الإختياري منذ 14 عاماً بعد تقديم مسلسل «وجه القمر» مع المخرج عادل الأعصر.

صحيح أنّ حمامة تعافت سريعاً من الوعكة الصحية التي جاءت نتيجة تأثرها بالإضطرابات السياسية التي تشهدها مصر، غير أنّ هاتفها لم يتوقف عن الرنين. طلب عدد كبير من الفنانين زيارتها، لكنها فضّلت تأجيل الأمر إلى وقت لاحق.
مرّة أخرى، تُثبت الممثلة المقيمة في منطقة «القاهرة الجديدة» مكانتها في المحروسة والعالم العربي. كيف لا، وهي صاحبة مسيرة طويلة وغنية بدأت في الطفولة مع فيلم «يوم سعيد» (1940). قدّمت حمامة أكثر من 150 فيلماً سينمائياً شكلت غالبيتها علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية. فيلمها «لا أنام» (1957) تسببب في تعديل قانون الأسرة، بينما جاء دورها في رائعة الأديب طه حسين «دعاء الكروان» (1959) ليكون من أفضل الأعمال السينمائية في المحروسة على مدار 100 عام.
حرصت صاحبة «إمبراطورين ميم» على تجنّب الظهور الإعلامي المبالغ فيه. راحت تنتقي إطلالتها عندما تشعر بالحاجة للتعبير عن رأيها، في مقابل إعتذارها عن الكثير من التكريمات التي تنظمها جهات غير معروفة.