تقول سوزان نجم الدين تعليقاً على عملية «طوفان الأقصى»: «تلقيت الخبر كمن هيّأت له السماء لحظة مواتية كي ينقلب مزاجه من الدرك الأسفل في التهاوي إلى ذروة العلو الشاهقة. كنت أعيش حداداً على شبانٍ بعمر الورد، قُتلوا بطريقة بشعة وهم في أحضان ذويهم لحظة تخرجهم من «الكلية الحربية» في حمص. ولأنني أم، أفهم تماماً ماذا يمكن أن تشعر كل سيدة سورية مكلومة بإبنها في لحظة كانت مخصصة لتفرح فيه». وتضيف الممثلة السورية «بكيت طويلاً وشعرت أنني أعيش حزن تلك الأمهات. دوّنت على حساباتي الافتراضية الجمل التالية: كتبت كثيراً وحذفت كثيراً. الكلام كان صغيراً والخذلان العربي كبيراً. لكن الحال تبدّل برمشة عين، نمت يوم الجمعة وأفقت على خبرٍ كان بمثابة حلم، أطلقت الزغاريد، رقصت وكأنني في عرس. نسيت تماماً كل ذاك الوجع الذي تغلغل في روحي، لأنها لحظة تاريخية انتظرناها عمراً كاملاً. أن يكون هناك شبانٌ بزهوة أعمارهم يمتلكون هذه الشجاعة، والجرأة، والعقل الحكيم والتخطيط لسنوات كي ينقضّوا على عدوٍ غاشم، تلذذ طويلاً في تعذيبنا وقسوته علينا لأننا خذلنا بعضنا. كان لا بدّ من فعل شيء أو قول كلمة حتى. رغم أنني في زحمة الانشغال والتصوير، لذا عدت إلى أغنية «سلام غزة الأبطال» أنجزتها سابقاً أثناء العدوان الكبير على غزة. رغم أنني لست مغنية، لكن قدمتها يومها يوماً كرسالة وأهديتها لغزة من تأليف والدتي الشاعرة دولة العباس، ألحان خالد حيدر وأخرجها فيديو كليب صفوان نعمو».
تابعت نجم الدين بالقول «أعدت تدوير الأغنية بعد اجتماعي بفريق عمل، وأعدنا مونتاج الكليب بعد مراقبة كل ما يحدث، واقتطعنا لحظات مؤثرة جداً، خالية من مشاهد الدم لنستطيع نشرها من جديد عبر السوشيل ميديا. أنجزنا «سلام غزة الأبطال» بنسخة جديدة، ونشرناها بالتزامن مع الحدث العظيم، وقد لاقت قبولاً وتفاعلاً واسعاً. خاصةً أننا قبضنا على كل الفيديوهات التي تحوّلت إلى تراند، ووضعناها مع رسالة مؤثرة، نشرتها على صفحتي الشخصية بمثابة رسالة جديدة مع كلام مكتوب توجّهت به لأهالي غزة. لا يمكنني المهادنة في هذه الموقف ولو كان هناك أثمان باهظة ستدفع، أو ربما خسرت بعض المكاسب لأنني في مواقف يمتثلها كثيرين لكنني أؤمن بما أفعل، هذه قضيتي كانت وستبقى بعد سوريا فلسطين هي القبلة و الملاذ والجوهر. تربينا على أنها عربية وسنموت ونحن نؤمن بأنه لأهلها العرب من كلّ الأديان. وربما يكتب لنا أن نصلي يوماً في الأقصى أتمنى ألا يكون بعيداً».