للمرة الثانية على التوالي، يرتبط اسم فيلم مصري برفض الرقابة السعودية التصريح له بالعرض العام في البلاد. إذ يتردد في الكواليس أنّ الرقابة في المملكة امتنعت عن منح تصريح لفيلم «القاهرة مكة» (تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة)، تحفّظاً على وجود اسم المدينة المقدسة في العنوان وعلى الأفيشات. وكان العمل قد تعطّل رقابياً داخل مصر، ليتم تصوير مشاهد جديدة وتغيير الأحداث للعبور إلى الشاشات المصرية، لكن رقابة المحروسة لم تعترض على الاسم نفسه، على عكس الرقابة السعودية التي اعترضت مسبقاً على اسم فيلم «الملحد» وطالبت بتغييره.علماً أنّ «القاهرة ــ مكة» يعتبر أول فيلم مصري يصوّر في السعودية ويلعب بطولته كلّ من: منى زكي، محمد علاء، محمد ممدوح، محمد فراج، خالد الصاوي وشيرين رضا. تبدأ الأحداث قبل أيام من سفر امرأة ذات ماض «سيّء» لأداء فريضة الحج، في رحلة تسعى فيها إلى التوبة عما ارتكبته. لكن تجد نفسها مجبرة على التواصل مع أشخاص لجمع مبلغ من المال لتخوض رحلة لمعرفة معاني التوبة.
وفي كانون الأوّل (ديسمبر) 2022، أثار استبعاد الفيلم نفسه من المشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة ضمن «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» بدورته الثانية في جدة موجة تساؤلات. فقد أعلن يومها المنتج محمد حفظي أنّ الرقابة المصرية لم تمنع مشاركة الفيلم، مشيراً إلى أنّ غياب العمل يعود إلى بعض الملاحظات عليه مثلما يحدث مع الكثير من الأعمال. ولفت إلى أنّه تم الاتفاق على تأجيل العرض لحين انتهاء النقاش حول الملاحظات، وريثما يتم التوصّل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
من جانبه، حمّل الناقد المصري طارق الشناوي مسؤولية استبعاد «القاهرة ــ مكة» من المهرجان السعودي للرقابة المصرية، مرجعاً السبب إلى «تخوّف الرقيب من بعض المحاذير الفكرية داخل العمل».