في كلّ مرة، تسكت ماجدة الرومي دهراً ثم تنطق، فتكون تصريحاتها الرمادية حمّالة أوجه وقابلة للتأويل، فتدفع الجمهور إلى التساؤل حول الهدف الأساسي مما تقول، قبل أن تنطلق موجة من التحليلات.أوّل من أمس، أحيت الرومي سهرة في الإمارات، وكان لها كالعادة تصريح لا يزال يشغل السوشال ميديا حتى كتابة هذه السطور. افتتحت صاحبة أغنية «اعتزلت الغرام» سهرتها بالقول: «جايين مِن لبنان، مطرح ما عم نعيش أبشع كوابيسنا بسبب الإجرام المُقترف بحقنا، مِن قبل اللي اسمُن مِنّا وفينا وهنّي مش هيك». هنا، خرج البعض ليقول إنّ الرومي تقصد السياسيين اللبنانيين الذين نهبوا البلد، بينما رأى آخرون أنّها تنتقد حزب الله الذي يخوض مواجهة في جنوب لبنان ضدّ العدوّ الإسرائيلي منذ أكثر من أربعة أشهر. ثمّ تابعت ماجدة كلامها الذي وضعه كثيرون في إطار «الارتزاق الذي اشتهرت به في السنوات الأخيرة»، معبّرةً عن دهشتها بـ «الحضارة العمرانية» في أبو ظبي: «شي بمجمّد الله. الله يديم عزِّك. الإنجازات الموجودة فيها أينما كان. الإنسان هنا يرى كيف يصنع العظماء جنّة».
عبارات تثبت أنّ مقارنة الرومي بين الإمارات وبلدها الأمّ ليست عفوية، بل تشكّل خطوة «انبطاح» جديدة أمام الأنظمة الخليجية والعربية التي تحرص المغنية على تلميع صورتها. فهي لم تشوّه صورة بلدها الغارق في أزماته فقط، بل أرادت تلميع صورة الإمارات وسمعة حكّامها، محاولةً تصويرها وكأنّها واحة الحضارة والديموقراطية. وهي الشهيرة بكمّ الأفواه، كما أنّها شريكة في الإبادة التي يرتكبها الصهاينة في غزّة منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي.