منذ نهاية العام الماضي، توجّهنا بسؤال صريح عن المستحقات المالية الخاصة بلاعبي كرة السلة في سوريا، الذين شكا بعضهم عجزهم عن تحصيل مبالغهم المالية رغم التزامهم المطلق مع أنديتهم في الموسم الماضي، وإبرام تلك الأندية عقوداً جديدة، ودفع مقدّم المستحقات سلفاً، بمعنى أن المال موجود لكنّ بعض الأندية لا تضع في أولوياتها لاعبيها وكوادرها الذين غادروها. هنا تدخّل اتحاد كرة السلة وأصدر قراراً يقضي بعدم لعب أي ناد لمبارياته في الدوري، إلا بعد تسديد كامل الذمم المترتبة عليه! لكن القرار ظلّ حتى اليوم مجرّد حبر على ورق كونه لا ينسجم مع الواقع الذي يقول بأنّ اللاعبين لم يتقاضوا حتى الآن ليرة واحدة من عشرات الملايين المستحقة لهم. توجّهنا إلى «منظمة الإتحاد الرياضي العام» في سوريا بكتاب رسمي نستفسر فيه عن وضع اللاعبين وذممهم المالية وقد حمل الكتاب الرقم 4050/م ت وتاريخ 15/11/2023 فكان الجواب حينها شفهياً من رئيس اتحاد كرّة السلّة طريف قوطرش بوضعنا في الإجراءات التي اتخذها اتحاده لإجبار إدارات الأندية على سداد الذمم من دون أن نرى شيئاً ينعكس على أرض الواقع، سوى مزيد من شكاوي اللاعبين أصحاب الحقوق الذين لم يقبضوا إلا الوعد والكلام!تبدو تلك الفوضى العارمة في طريقة إدارة بطولات كرّة السلّة السورية كأنها بلغت ذروتها عندما استضافت «صالة الحمدانية» في حلب قبل أيام نهائي بطولة كأس الجمهورية لكرة السلّة بين ناديي «أهلي حلب» و«الوحدة الشامي»، بالتوازي مع قرارات منع الترحال لجماهير الخصم، على أساس أنّ ذلك يحدّ من حساسية العداء الشديد بين الجمهورين، لكن الخطوة فعلياً أخذت الموقف نحو مزيد من الاشتعال، بالتزامن مع نشر إحدى الصفحات الفايسبوكية صورة المحترف الأميركي اي جي جون الذي يلعب لصفوف النادي الحلبي، والترحيب به بكل صفاقة باللغة العبرية! أمر أثار حفيظة متابعين كثر واعتباره سلوكاً سافراً لا يجب السكوت عنه. ولدى تقصّي الموضوع، اتضح بأنّ الصفحة تدار من خارج سوريا، وبأن اللاعب الأميركي سبق له اللعب لصالح الكيان الاسرائيلي وتحديداً مع «نادي مكابي هود هشارون»، لكنه دخل الأراضي المحتلّة من دون أن يمهر جواز سفره بختم الكيان العبري، وهو ما يخوله قانونياً دخول سوريا من دون أي مانع أمني.
في اتصالنا معه، يوضح رئيس اتحاد كرة السلة السورية طريف قوطرش بأن «السماح بدخول اللاعبين المحترفين أو عدمه مرتبط بالمنافذ الحدودية والمطارات والأمن العام، ولا دخل للاتحاد السوري بذلك طالما أنّه لاعب أجنبي كشوفه سليمة ودخل بشكل شرعي من المنافذ الحدودية الرسمية». مع العلم بأن قوانين اللعبة تمنع مشاركة أي لاعب في الدوري السوري سبق أن لعب في دوري الكيان الصهيوني.