راشيا ـ شريف سريويانسحبت هذه الطقوس أمام سرعة وفعالية المعصرة الحديثة في إتمام المهمة. فالمكننة التي دخلت اليوم في صناعة الدبس «حلّت محل اليد العاملة كما حلّت الكهرباء والمازوت محلّ نار الحطب، والأنابيب محلّ الأوعية النحاسية والمعدنية، لتصبح عملية عصر العنب وتحويله إلى مادة الدبس أسرع بكثير مما كانت عليه»، كما يقول صاحب «المعصرة الحديثة»، الشيخ إبراهيم القضماني. ويضيف «توصّلنا أخيراً إلى طريقة توفر الكثير من الوقت والعمال. فقد كان إنتاج كل 100 ليتر من عصير العنب يستغرق 40 دقيقة بعد أن تسحب منه كمية المياه ويطبخ على البخار. أما الآن، فقد أصبح إنتاج كل ألف ليتر يستغرق عشرين دقيقة فقط».
إلا أنّ هذه الإنجازات الفردية، كما يطلق عليها القضماني، لا تكفي وحدها من دون الدعم الرسمي. فهذه صناعة تحتاج إلى تطوير ودعم مستمرّين كما يقول، لذا على وزارة الزراعة «الاهتمام أكثر بهذا القطاع من حيث توفير القروض الطويلة الأمد، وإجراء دورات للإرشاد وتدريب المزارعين، وتوفير الأدوية الزراعية لهم بأسعار متدنية، والعمل على وقف استيراد هذه المادة من البلدان المجاورة مع المساهمة في تأمين تصريف الإنتاج».
فمهما تبدّلت أساليب صناعة دبس العنب، يظل موسمه قائماً، ينتظره أهالي راشيا الوادي من عام إلى عام.