علي عطوي
بدأ في العام 1995 العمل على إنشاء جسر الجنوب، ومنذ أكثر من 13 عاماً لم ينته العمل في هذا الجسر الأساسي، الذي يصل الى معظم مناطق الجنوب، ويخفض ازدحام السير في الطريق القديمة التي تصل بيروت بالجنوب!

لم تكتمل فرحة الجنوبيين بإنشاء أوتوستراد الجنوب، فهو ما زال جاثماً عندَ شمال نهر الليطاني، فيما يواصل شقّ طريقه بصعوبة ظاهرة، ويُعاند من أجل الوصول إلى نهايته المحمودة. فالأوتوستراد الذي جرى تلزيمه في أواخر عام 1995 لم تنتهِ أعماله حتّى اليوم، كما يقول رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، ويوضح «أنّ الأسباب لا تعود إلى الشركة المتعهّدة، إنّما إلى مجلس الإنماء والإعمار، ومن خلفه الحكومة التي لم تؤمّن الأموال اللازمة للشركة، ما يجعَل عملها يسير ببطء شديد».

تململ الأهالي

ويؤدي عدم استكمال هذا المشروع إلى مشاكل عديدة تتعلق بازدحام السير وحوادث الطرق، إضافةً إلى تململ الأهالي من الصعوبات التي تعترضهم، من حيث ضرورة سلوك طرق فرعية للوصول إلى مناطقهم، فيما لو أُنجز هذا الأوتوستراد لكان سهّل عليهم العديد من المشقّات. ويشير عدد من الأهالي إلى أنهم لا يعلمون أسباب توقف العمل في الأوتوستراد، الذي لا يزال يعدّ ورشة منذ أكثر من 10 سنوات، فيما كان يجب أن يتحوّل إلى مشروع منجز منذ سنوات خلت.

زحمة وحوادث

ويشير الحسيني إلى «أنّ الأوتوستراد المتوقّف في بلدة برج رحّال، يمرّ بكلّ من العبّاسيّة وطيردبّا وبرج الشمالي ويتوقّف عندَ مفترَق قانا، مما يدلّ على أنّ المسافة ليست ببعيدة، فهي لا تتجاوز 10 كيلومترات، إلّا أنّ لهذه المسافة تأثيراً كبيراً على تغيير الواقع الموجود، من زحمة وحوادث سير وهدر للوقت».
ويلفت إلى «أهميّة هذا المشروع، باعتباره يمثّل صلة وصل بينَ جميع مناطق الجنوب من الساحل إلى الجبَل، ومن شأنه أن يضخّ حيويّة بينَ مختلف المناطق الجنوبيّة، فهو يتقاطع مع أوتوستراد جويّا ــــــ بنت جبيل شرقاً وطريق الناقورة جنوباً، فيؤمّن سهولة التواصل
والتنقّل».
وفي هذا الإطار، يشهد مدخل مدينة صور يوميّاً ازدحاماً كثيفاً لعشرات السيّارات المتوجّهة من مختلف المناطق الجنوبيّة باتجاه العاصمة بيروت، ولا يجد السائقون بديلاً لسلوك طريق آخر، مما يجعلهم في تنافس على أولويّة المرور، تشتدّ وتيرته بين مستديرة قدموس في البصّ ومفترَق العبّاسيّة، ثمّ لا تلبث أن تنخفض عندَ منطقة أبو الأسود، حيث تبدأ جموع السيّارات بالافتراق بين من يكمل الطريق الساحلي وآخر يختار الأوتوستراد الجنوبي.

أسباب سياسية

إلى ذلك، يقول الحسيني «إنّ من شأن هذا الأوتوستراد إذا ما أُنجز أن يخفّف الضغط على مدخل صور، وإذ يُطالب الحكومة بتأمين التمويل للشركة الملتزمة، يعزو تعطيل هذا المشروع الحيوي للجنوب إلى أسباب سياسيّة، ويأسف أن تكون المشاريع التنمويّة أداة للضغط بيد السياسيين».