قد يكون الحدث السريالي الذي شهده محيط قصر العدل في بيروت، اليوم، دليلاً على أن أزمة الكهرباء في لبنان تتّجه إلى التفاقم. فبعدما طاول التقنين قصور العدل في مختلف المناطق اللبنانية، نفّذ عدد من المحامين وقفة رمزية أمام قصر العدل في بيروت احتجاجاً على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي فيها، ورفضاً للوضع السيئ الذي وصلت إليه قصور العدل في لبنان. وبحسب بعض المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، فإنّ التقنين يزيد من معاناتهم ومعاناة الجسم القضائي اليومية، مطالبين بـ«إعادة الأمور لصرح العدالة».
المحامون المشاركون رفعوا أيضاً لافتات كتب عليها شعارات مطلبية، من قُبيل: «العدل والحق شمس تسطع من العدلية، لن نرضى بتقصير وإهمال يحجب نورها»، «ليست المحاكم دائماً على حق، لكن لن تمارسوا حقاً إلا فيها»، «أعيدوا النور إليها وإلا فلا حق يرجى منكم»، «بدنا قصور غير مهترئة»، «بدنا قصور عدل لا أكواخ»، و«العدالة لا يمكن أن تكون ظلاماً».
وبعد إضاءة الشموع احتجاجاً على الانقطاع المستمر للكهرباء، والوقوف دقيقة صمت «عن روح العدالة»، وجه المحامي علي برجي رسالة إلى وزير العدل، سليم جريصاتي، حمّله فيها «مسؤولية صيانة القصور». وسأله: «وين العدل ووين قصوره؟»، قبل أن يتوجه إليه بالقول: «يا معالي وزير العدل، إن تحركنا الرمزي هذا للفت انتباهكم إلى أن قصور العدل هي أهم من قصوركم وقصور أسيادكم. وندعوكم إلى تحديد المسؤوليات في وصول قصور العدل إلى ما وصلت إليه من أوضاع مزرية في ظل وجود نفقات باهظة وشركات صيانة فاسدة»، محذراً من «التصعيد وصولاً إلى الإضراب المفتوح».