في إطار تحسين واقع الزراعة ومساعدة المزارعين في الأرياف، أطلقت مصلحة الأبحاث الزراعية في تلّ عمارة-رياق (قضاء زحلة) مشروعاً لتطوير زراعة الفطر ضمن خطتها لدعم الزراعات البديلة والأكثر ربحاً.
35 نوعاً جديداً من الفطر استوردته المصلحة ووضعته بين أيدي المزارعين بعد اختبار حجم إنتاجه محلّياً. ويأتي تطوير القطاع بعدما واجهت زراعة الفطر في السنوات الماضية نكسةً كبرى نتيجة توقّف عدد كبير من مزارع الفطر الفردية الصغيرة عن العمل. وذلك بسبب ضعف الإلمام التقني والفني الكافي بمستلزمات هذه الزراعة خلال مراحل الإنتاج، وعدم توافر آليات مناسبة للتسويق والتصدير والتصنيع، فضلاً عن الكلفة العالية للسّماد (الكومبوست) المستورد، والاكتفاء بزراعة الفطر الصدفي المتوفّر رغم التعدّد الكبير بأنواع الفطريّات.

منذ عام 2018، تولّت مسؤولة فرع الفطر في المصلحة مهمة التطوير. في خطوة أولى، خضعت لدورات تدريبيّة وورش تعليميّة في الولايات المتّحدة الأميركية حول كيفيّة إنتاج البذور وزراعة الفطر الطبي. و في هولندا، تدرّبت على إنتاج بذور الفطر الأبيض والكومبوست (compost) اللازم لزراعة هذا الفطر.

الخطوة الثانية كانت تجهيز المختبر في المصلحة لإنتاج بذور الفطر وتمّ استيراد ما يقارب الخمسة والثلاثين نوعاً من الغزل الفطري (Mycelium)، أُضيف إلى الفطر الصدفي الذي كان متوافراً سابقاً.

حوالى 180 شخصاً، تفاعلوا مع دورات التدريب التي نظمتها المصلحة في مختلف المناطق لتشجيع المزارعين على زراعة الأنواع الجديدة من الفطر.



وباشر أولئك، منهم مزارعون هواة، شراء بذور الفطر المتنوّعة والخلطات الزراعية من المصلحة وزراعتها داخل منازلهم أو في غرف زراعيّة خاصّة، حتى إنّ بعضهم بات يملك مزارع كبيرة مخصّصة لزراعة الفطريّات مغتنمين فرصة ندرة المنتج لتحقيق أهدافهم التجاريّة والزراعية.

وأشارت حدّاد إلى «أنّ المصلحة الزراعية في الوقت الحالي تقوم بتجهيز وحدة لإنتاج السّماد العضوي (الكومبوست) وإنشاء غرفة تربية مخصّصة لإجراء التجارب حول زراعة الفطر الأبيض (Agaricus)». ولفتت إلى أنّ السمّاد (compost) الذي يتمّ تجهيزه حالياً «سيقلّص إلى حدّ كبير التكاليف الباهظة التي تقع عادة على كاهل المزارعين نتيجة استيرادهم السّماد من هولندا. كما ستتضاعف أرباح المزارعين خصوصاً أنّ البرطمان الواحد من بذور الفطر تبيعه المصلحة بخمسين ألف ليرة لبنانيّة ويمكنه إنتاج 10 كيلوغرامات من الفطر الجاهز في حين أنّ كيلو الفطر الواحد اليوم لا يباع بأقلّ من مئة ألف ليرة لبنانية».

ونظراً للأرباح التي يمكن أن تدرّها زراعة الفطر وفرص العمل التي يمكن أن تخلقها للبنانيين في القطاع الزراعي، دعت حدّاد «المؤسسات الزراعية المعنيّة إلى إعادة النظر بزراعة الفطر وتطويره»، وأبدت استعداداً تامّاً لتقديم كل الدعم الفني اللازم.

من جهته، لفت رئيس المصلحة، ميشال أفرام، إلى أهمية فرع الفطر، فهو من الزراعات «التي لا تستلزم معدات خاصّة ولا تتطلّب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية كما تتّسم بكلفة إنتاجيّة ضئيلة». ويمكن للمزارعين الحصول على البذور من مراكزها الإثني عشر في لبنان.