في يوم المرأة العالمي، تتجلّى نساءٌ أنجزن انتصارات نعيش عليها على مدار الأعوام. في هذه المناسبة، توجّه «الأخبار» تحيّتها للّبنانيات شريكات النضال والمقاومة، لمن قاومت وقاتلت واعتقلت واستشهدت وأنجبت مقاومين.
فاطمة شبيب المعروفة بأم وهيب قطيش من بلدة حولا الجنوبية، من عيديّات هذا العيد. والدة وهيب وأديب وحبيب ومهيب وشبيب، الذين انضمّوا إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، شاركت في نقل السلاح وإخفائه، وحملت أوزاناً ثقيلة على كتفيها من دون كلل. نهاية عام 1986، عرف العملاء بدور أبنائها وهيب وحبيب ومهيب وشبيب في السلاح. فيما أديب كان قد غادر المنطقة المحتلة عقب الإفراج عنه من سجن تل النحاس عام 1984، بتهمة المشاركة في عمليات المقاومة.

اقتيد الأربعة إلى معتقل الخيام، قبل أن تُقتاد هي بعد أسبوعين للضغط على أبنائها للاعتراف على المجموعات المقاومة. داخل المعتقل، لم يخفَّ وهج أمومة أم وهيب (كانت في عمر 44 عاماً حينذاك)، فصارت أماً للأسيرات، تحميهن من الجلادات والمحقّقات وتبدّد عليهن ظلام السجن.

أُفرج عن أم وهيب بعد أشهر بعملية تبادل لأسيرات الخيام عام 1987 بين العدو الإسرائيلي وحزب الله. حينذاك، عرض عليها العملاء أن تغادر الحزام الأمني حيث ابنها أديب ينتظرها. وبالرغم من مرور ثلاث سنوات على عدم رؤيته، رفضت ترك منزلها في حولا، صارخة بهم: «بديش شوف ابني». أُفرج عن أبنائها تباعاً في عمليات تبادل، أوصلتهم إلى المنطقة المحرّرة وأبعدتهم خارج الحزام الأمني. وقد باعد الاحتلال بينها وبين أبنائها أكثر من 12 عاماً.