في ظلّ ما يشهده لبنان من أزمات، لا سيّما على الصعيد الغذائي مع بداية الحرب في أوكرانيا، يبدو أنّ الاتجاه نحو الاكتفاء من الإنتاج الزراعي المحلي هو الخيار الأفضل، في ظلّ انعدام القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني، وفي السياق أقيمت في مركز بلدية صوفر دورة تدريب زراعي تحت عنوان «الأمن الإنساني والأمن الغذائي - الممارسات الزراعية الجيدة والنظم الزراعية المستدامة»، وذلك في إطار مشروع «الأمن الإنساني – نحو جعل الأمن الإنساني أولوية».
وعن أهداف الدورات التي تُقام في مختلف المناطق اللبنانية بهدف تنمية قدرات المواطنين الراغبين في الدخول في المجال الزراعي والإنتاج، أشار مدير المشروع مهند عباس في الحفل الختامي الذي أقيم في نهاية الدورة التدريبية إلى أنّ تدريبات زراعية أُقيمت في 10 مناطق ضمن الشوف وعاليه، واستغرق كل تدريب 3 أيام، لافتاً إلى أنّ المشروع سيمتدّ لـ18 شهراً.

ويكشف عباس أنّ «التدريب الثاني سيكون إدارياً حول ريادة الأعمال الزراعية لمدة 10 أيام في كلّ منطقة، وذلك لمساعدة المزارع على إدارة مشروع خاص به، ويساعدنا نحن في تقديم التمويل حيث سيتم تمويل 40 مزارعاً ضمن عاليه والشوف، وقد يكون فرديا أو يتم تقديمه لتعاونيات زراعية».

من جهته، لفت عضو اتحاد المدربين العرب والمدرب المعتمد مع حركة السلام الدائم، مازن حلواني، إلى أنّ «هذه الدورة تأتي في سياق الأنشطة الاستباقية، خصوصاً أنّ العالم يتحدّث اليوم عن الأمن الغذائي المرتبط بالأمن الإنساني أي الأمن الاجتماعي»، ورأى أنّ «المزارع يعاني في لبنان حيث أن الدولة لا تملك سياسة لرعاية المزارعين، وبالتالي جاء هذا البرنامج ليضع الأمور على السكة الصحيحة»، مشيراً إلى أنّه «كان هناك تفاعل إيجابي كبير في منطقة عاليه والشوف، والدليل أنّ مجموعة كبيرة تطالب بإعداد دورات جديدة للاستفادة وتعزيز القدرات الزراعية».