عبد الكافي الصمد
توفي مصطفى ناصر (في العقد السّادس من العمر)، متأثراً بإصابته بالكوليرا. ناصر، الذي يتحدّر من بلدة بيت حاويك (قضاء الضنية) ويقيم في بلدة عاصون (مسقط رأس زوجته)، نقل إلى المستشفى الحكومي في طرابلس للمعالجة، مع ابنه وصهره، بعد ظهور عوارض المرض عليهم. لكنّه ما لبث أن فارق الحياة مساء أمس الأحد، في حين عولج إبنه وصهره وخرجا من المستشفى.

وأثارت حالة الوفاة قلقاً واسعاً في الضنية، خشية أن تكون مقدّمة لتفشّي المرض فيها على نطاق واسع. وينتظر الأهالي قيام وزارة الصحة العامة بفحص مصادر المياه في الضنّية كما وعد وزير الصحّة فراس الأبيض خلال زيارته للمنطقة في 11 تشرين الأوّل الجاري. كما تنتظر البلديات توزيع أقراص من الكلور على أصحاب صهاريج مياه الشّرب الذين يقومون بتوزيعها على المنازل.

ولفت رئيس بلدية عاصون السّابق، معتصم عبد القادر، لـ«الأخبار» إلى أنّ «أحداً لم يتصل بنا لإبلاغنا بما يحصل، وأنّ أيّ جهة رسمية، سواء وزارة الصحة أو غيرها، لم تصل إلى البلدة للكشف ومعاينة مصادر المياه».

الدعوة إلى الكشف على مصادر المياه في الضنّية كان قد أطلقتها منذ مدّة أكثر من جهة في الضنّية، بينها رئيس القسم الصحّي في اتحاد بلديات الضنّية، محمد سلمى، الذي لفت في حديث لـ«الأخبار» إلى أنّ «انتشار مرض الكوليرا في الضنّية كان متوقعاً، وتحديداً بعد ظهور مرض اليرقان بكثرة فيها، بسبب تلوّث أغلب مصادر مياه الشّرب نتيجة اختلاطها مع مياه الصرف الصحّي، ما جعل البنية التحتية الحاضنة مهيّئة لذلك منذ زمن بعيد».

تطوّر الوضع على هذا النحو دفع المعنيين في المنطقة إلى الدعوة إلى اجتماع عاجل سيُعقد عصر اليوم في مكتب القائمقام جان الخولي في بلدة سير، سيحضره رئيس اتحاد بلديات الضنّية محمد سعدية ورؤساء بلديات، وممثلون عن مصلحة الصحّة في الشّمال والصليب الأحمر والمراكز الصحّية في الضنّية ومصلحة المياه في المنطقة، من أجل «اتخاذ الخطوات السّريعة والضرورية لمواجهة تفشّي المرض في المنطقة»، وفق ما أوضح سعدية في اتصال مع «الأخبار».