في استعادة لحملات الإغاثة في عدوان تموز 2006، تزاحمت حملات إغاثة منكوبي زلزال سوريا في مدن الجنوب وبلداته. من شبعا والخيام، إلى النبطية وصور والزهراني وصيدا، نشطت حملات جمع التبرّعات العينية والأدوية والأموال رداًّ لجميل الشعب السوري وكسراً للحصار والعقوبات. وبعدما انطلق عدد من القوافل في الأيام الماضية، من المنتظر بأن تنطلق قوافل جديدة في ظل استمرار حملات جمع المساعدات في الجنوب وصيدا. من القوافل الأولى التي انطلقت، سيارات إسعاف ومنقذون في «كشافة الرسالة الإسلامية» و«الهيئة الصحية الإسلامية» من مراكز صور والنبطية. ثم التحقت بها إسعافات من «هيئة الإنقاذ الشعبي» في صيدا، ومن «مؤسسة المخيمات» في عين الحلوة. إلى عاصمة الشتات وإخوانه من المخيمات، تُرسَل الأموال من الفلسطينيين المغتربين إلى الجمعيات والفصائل لشراء مساعدات وأدوية لإرسالها إلى سوريا. وفي إطار الإسعاف أيضاً، انطلقت قوافل مماثلة من مراكز «النجدة الشعبية اللبنانية» في أنصار ودير الزهراني والنبطية. ومن تلك البلدات وجاراتها، وُضّبت مساعدات عينية جمعها نشطاء النجدة والحزب الشيوعي اللبناني من يحمر وزوطر وكفررمان وجاراتها. وانطلقت آخر قوافلها فجر أمس من منزل الشهيد أبو جمال بدران في دير الزهراني.
في مدينة صيدا، انطلقت فجر أمس أيضاً قافلة مساعدات جمعها مستوصف «الشهيد رشيد بروم – صيدا»، من المدينة ومحيطها. متطوّعو «رشيد بروم» فضلوا بألا يكلفوا الراغبين بالتبرّع عناء التوجه إلى مركزهم. سيّروا شاحنة مزوّدة بمكبر صوت وجالوا بها على بعض شوارع المدينة صعوداً باتجاه شرقها. حسين بنجك أحد الذين استلموا التبرّعات، توقف عند التفاعل اللافت مع دعوات الإغاثة. «لم يسألنا أحد عن وجهة المساعدات. لأي منطقة؟ للموالاة أم المعارضة؟». لمرتين، امتلأت حمولة الشاحنة بالفرش والحرامات والألبسة والمواد الغذائية. أكثر ما أثر ببنجك في جولة الجمع، النازح السوري المقيم في عبرا الذي لبى النداء، لكنه لم يكن يملك سوى الحذاء الذي يلبسه. خلعه من رجليه وسلّمه للمتطوعين وعاد حافياً إلى منزله. في المقابل، رفض المتطوّعون استلام أموال بالدولار من نازحين آخرين، فاستبدلها أصحابها بحاجيات اشتروها مباشرة من المتاجر. فيما تبرّع آخرون بإعاشات كانوا قد تلقوها سابقاً من حرامات وسترات وشنط مدرسية...
ظهراً، انطلقت من كورنيش صيدا حافلتا مساعدات جمعها متطوّعون على مدى الأسبوع الجاري عقب وقوع الزلزال فجر الإثنين الماضي. عبر صفحته على «فايسبوك»، أطلق بلال البزري نداء الإغاثة، فلبّاه العشرات من صيدا إلى عيتا الشعب ومخيمات صور والناعمة. المستودع الواقع ضمن منزل عائلته عند دوار مكسر العبد، امتلأ بأصناف مختلفة من المساعدات: حليب وحفاضات وألعاب الأطفال والفوط الصحية النسائية و(...) ورسائل حب وتضامن. أكثر ما لفته من التبرعات، قطعة حلوى حُفظت في علبة صغيرة، بدا مرسلها كأنه لا يملك سواها وحريص على ألا تتلف. الناشطة دانيا دندشلي تلقفت نداء البزري. استطاعت جمع آلاف الدولارات استخدمتها لشراء مئات الفرش والحرامات وأواني المطبخ والسترات الشتوية (...). برغم قيمة تلك الدولارات، وجدت دندشلي بأن قيمة الحرامين اللذين أحضرهما عامل سوري على دراجته النارية أثمن بكثير. كان الإصرار كبيراً على إدخال أطنان من المواد التي حرم منها الشعب السوري بسبب الحصار الأرز والسكر. رافق البزري الحافلتين باتجاه الداخل السوري عبر معبر المصنع. في الجانب السوري، كان بانتظارهم وفد من اتحاد الطلبة السوريين الذي سيقودهم نحو بلدات محافظة اللاذقية المنكوبة، في حين أن فريقاً منهم سوف يتوجه إلى حلب.


استمرار جمع التبرّعات
تواصل حملة "وتعاونوا"، جمع التبرّعات العينية لإرسالها إلى سوريا، اليوم وغداً. وقد أعلنت عن الحاجة إلى: حرامات، ثياب للكبار والأطفال، مواد غذائية وحليب أطفال. وطلبت من الراغبين في المساهمة التواصل معها عبر الأرقام التالية: بعلبك والهرمل (70/512634)، الجنوب (71/304080)، بيروت (03/522697)، صور (03/795839). وللمساهمة بمبالغ مالية التواصل على الرقم (70/826533).
كما أعلنت عن حاجتها إلى متطوّعين، أيام السبت والأحد «للمساعدة في توضيب التبرعات العينية قبل إرسالها إلى أهلنا في سوريا، داخل مركز "وتعاونوا" الكائن على طريق المطار قرب مطعم الساحة. للتواصل الرجاء إرسال رسالة صوتية أو نصية على الرقم: 76/304080».