لا شيء يمنع المتحوّر الجديد من الوصول إلى لبنان، فـ«الحدود مفتوحة بشكل كامل، وتنقّل الناس بين المطارات يتمّ من دون عوائق، أو فحوصات إلزاميّة، أو إجراءات وقائية». ولكن، «نحن في حالة ترقّب وانتظار لما يجري في الولايات المتحدة وأوروبا»، يقول الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عيد عازار، و«في حال ارتفعت أعداد طالبي الاستشفاء من كبار السّن عندها يجب أخذ الحيطة والحذر».
إلا أنّ توقّعات الأطباء حول العالم مقلقة إذا ما قورنت بالوضع اللبناني، إذ «يتوقّع انتشار كبير للمتحوّر الجديد، من دون التخوّف من أن تشكّل موجة الإصابات المتوقّعة ضغطاً على المستشفيات في البلدان حيث نسب التلقيح عالية وتتجاوز 70%». ولكن، في لبنان، وبحسب أرقام منظمة الصحة، تبلغ نسبة الأشخاص الملقّحين من المقيمين بشكل تام (جرعتين) 47% فقط، ما يشير الى عدم الوصول إلى المناعة المجتمعيّة الكاملة، رغم مرور 4 سنوات على الجائحة، إضافة إلى «أنّ الإقبال على أخذ اللقاح الخاص بفيروس كورونا يقارب الصفر الآن في لبنان»، وفقاً لعازار.
تخوّف من تزامن الموجة الجديدة للفيروس مع إعادة افتتاح المدارس
من جهته يؤكد الاختصاصي في الأمراض الجرثوميّة رئيس الهيئة الوطنية للقاح كورونا، الدكتور عبد الرحمن البزري «أن لا داعي للقلق أو الخوف أبداً، ولا ضرورة للعودة إلى التشدّد في الإجراءات الوقائية، فالمتحوّر الجديد مشتقّ من الأوميكرون، ولا يمثّل سلالةً قائمةً بحدّ ذاتها، ولا يُتوقّع موجات انتشار جديدة».
وحول اللقاحات، يؤكّد البزري «الحاجة إلى إجراء دراسات أكثر حول فعاليتها على المتحوّرات الجديدة كلّها، إذ لا نعرف حتى الآن نسبة الحماية التي يمكن أن تؤمّنها». ويتخوّف من «إحجام الناس عن أخذ الجرعات التأكيديّة من اللقاحات»، معيداً السّبب في ذلك إلى «ضعف انتشار المرض في الفترة الأخيرة وانتشار أخبار ومعلومات خاطئة تعزو إلى اللقاح التسبّب بأمراض أخرى».
يشرح البزري طريقة عمل الفيروسات المشابهة لكورونا، مؤكّداً «عدم اندثارها، بل تحوّرها بشكل دائم، كي تستمرّ بالتواجد والتكاثر بيننا». وعلى صعيد الانتشار المجتمعي، يشير إلى «تحوّل الكورونا إلى مرض تنفّسي مستوطن في العالم، ودائم الانتشار»، مضيفاً: «الآن ولاحقاً، سنعيش مع كورونا، إذ لن تمرّ فترة بعد عام 2019 من دون تواجده لبنانياً وعالمياً».
أمّا عالمياً، فيتخوّف مختصّون من «تزامن الموجة الجديدة للفيروس مع إعادة افتتاح المدارس نهاية الشهر الجاري، ما سيؤدّي إلى انتشارٍ كبير من جهة، وتزامنها مع موسم الإنفلونزا من جهة أخرى»، علماً أن عوارض الفيروسين متشابهة، ولكن يختلف الكورونا بعوارضه الممتدّة، أو ما يُعرف بـ«كورونا طويل الأمد».