تنفّذ قوة كبيرة من الجيش يرافقها موظفون من مؤسسة مياه البقاع منذ الصباح الباكر عملية كشف واسعة على التعديات الحاصلة على شبكة مياه اليمونة بدءاً من بلدة كفردان وصولاً حتى بلدتي دار الواسعة وبوداي مروراً بالسعيدة. وتأتي عملية الكشف وإزالة التعديات ضمن خطة وضعتها قيادة الجيش لمعالجة المشكلة التي تتزايد وتيرتها يوماً بعد يوم، وتتسبب بأزمة مياه قاسية في ظلّ وضع معيشي واقتصادي مترد، وبعد نشر «الأخبار» تحقيقاً عن أزمة انقطاع المياه والتعديات على الشبكة (الخميس 17 آب 2023).
موظفو مؤسسة مياه البقاع الذي يعرفون أماكن التعدّيات بدأوا بمواكبة الجيش لنزع التعديات على طول شبكة المياه الممتدة من اليمونة حتى حدث بعلبك.

وأكدت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أن تحرّك الجيش جاء بعد دراسة ميدانية لواقع التعديات على شبكة اليمونة وأسباب انقطاع المياه عن أكثر من قرية وبلدة في غربي بعلبك رغم توافر المياه في سدّ اليمونة. وبحسب ما كشفت المصادر، فإنّ أسباب الانقطاع تبدأ من «السدّ نفسه لأنّ الهدف الأساسي من إنشائه ينطلق من تأمين مياه الشفة لقرى غربي بعلبك خلال أشهر الجفاف ولم يُنفذ من أجل السياحة، وينبغي أن يكون منسوب المياه 9 أمتار كحد أقصى ومترين كحدّ أدنى، فلماذا يتمّ الإبقاء على فتحة التونال مقفلة بنسبة تزيد على 70% لا تسمح بضخ المياه بالشكل اللازم إلى القرى؟». ومن الأسباب أيضاً، بحسب المصادر، «تعرّض الأقنية الإسمنتية، التي تنقل المياه من نفق اليمونة إلى الشلال في دار الواسعة، للكسر في أكثر من مكان بهدف سرقة المياه لريّ البساتين في دار الواسعة، لتأتي التعديات بعدها عند «سكورة» التوزيع وبعض الريغارات وخط الـ6 إنش في بوداي وغيرها من الأماكن الجردية بقصد بيعها لريّ مزروعات بعد توقف مؤسسة مياه البقاع في الأوّل تموز من كل عام عن إصدار بونات للمزارعين لري مزروعاتهم».

وعلمت «الأخبار» أنّ عملية الكشف وإزالة التعديات ستتواصل على مدى أيام عدة، مع «توجيه إنذارات صارمة للمعتدين وبائعي مياه اليمونة برفع التعديات وإلا سيتحوّل المعتدون إلى مطلوبين للقضاء وسيتمّ دهمهم وتوقيفهم».
(الأخبار)()