بعد ثلاثة أيام من العثور على جثمانه في تلة الحمامص عند الحدود الجنوبية، شيّعت صيدا، ظهر اليوم، الشهيد عبد الكريم البرناوي. وفي النعي الذي وزّعته العائلة، قالت إنه «ارتقى في مواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، بعد خروجه بشكل تلقائي لمواجهة الجرائم الصهيونية». وجاء بيان العائلة إثر نفي «قوات الفجر» والجماعة الإسلامية لوجود أي علاقة تربطهم بابن الثامنة عشر عاماً.
وفي المعلومات الأولية للتحقيق الجاري حول ملابسات استشهاد البرناوي الذي وجدت هويته في جيبه، قالت مصادر متابعة إنه «غادر منزل ذويه في صيدا منذ شهرين بعد خلافات مع والده وانقطعت أخباره، وكان بحوزته مبلغاً من المال، يرجّح بأنه استخدمه ليشتري الرشاش الحربي والمسدس (الذي وُجد بالقرب من جثمانه)، قبل أن ينطلق إلى الجنوب لمواجهة العدو». الكشف على جثمانه رجّح بأن «الوفاة تمّت قبل أكثر من أسبوع من تاريخ العثور عليه، وكان أشلاءً بسبب انفجار لغم أرضي فيه لقربه من السياج الشائك بمسافة ثلاثين متراً، قبل أن يُطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه بعد أن كشفوا أمره».

وكانت استخبارات الجيش قد استدعت والديه، أمس، إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للتعرف إلى الجثة وإجراء فحص الحمض النووي.
وفي مسجد القدس، أمّ الشيخ ماهر حمود الصلاة على الشهيد وقال إن البرناوي «ذهب بمفرده من دون أن ينسّق مع أحد وهو أمر يحتاج إلى تدريب وخبرات. مع ذلك يجازيه الله على نيته».