نفّذت مجموعات طالبية وشبابية مسيرةً في مناسبة الذكرى الـ 76 للنكبة الفلسطينية، في إطار «حملة طلاب ضدّ الاحتلال»، انطلقت من أمام «الجامعة الأميركية في بيروت» (AUB) «تضامناً مع طلاب أميركا الثائرين»، باتجاه السفارة البريطانية، «البلد الذي أعطى وعد بلفور، وعد من لا يملك لمن لا يستحق». بعد كلّ هذه السنوات، يرى الطلاب أن نكبة الشعب الفلسطيني لا تزال مستمرةً، وفكرة الترحيل أيضاً، وتتجدّدان اليوم مع مرور أكثر من سبعة أشهر على الإبادة الجماعية في غزة، وارتقاء 35 ألف شهيد. الجديد اليوم «انكشاف زيف الدعاية الصهيونية وصورة الاحتلال الواقعية التي حاول إخفاءها منذ عام 1948، وحقيقة الأنظمة الغربية أمام شعوبها، وما الحراك الطلابي في الولايات المتحدة الأميركية إلا خير دليل».ورغم اتحاد طلاب الجامعات المختلفة كـ«اللبنانية» و«الأميركية في بيروت» و«اللبنانية الأميركية» و«اللبنانية الدولية» وغيرها مع «الاتحاد الطلابي العام» و«الحركة الطلابية العربية» ومجموعات طالبية حزبية وأخرى ثقافية فلسطينية في جسم واحد، إلّا أن الحشد كان هزيلاً. لكن ذلك لم يؤثر في عزيمة المشاركين الذين اعتبروا أن «قوتنا في جمعتنا»، داعين الشباب والأهالي الذين يُصفّقون لهم على الطريق ومن شرفات المنازل ويُصوّرونهم ويرشّون الأرزّ عليهم: «انضمّوا إلينا»، لكن من دون أن يلقوا استجابة. وتعزو مسؤولة الإعلام في طلبة الحزب السوري القومي الاجتماعي، ميسلون طفيلي، ضعف أعداد المشاركين إلى «الهموم التي يمرّ بها الطلاب اللبنانيون في ظلّ الأزمة الاقتصادية، وارتباط أعداد كبيرة منهم بأعمال تمنع مشاركتهم». لا تفوّت ميسلون تظاهرة مناهضة للاحتلال، فقد «أقسمتُ عندما انضممت إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي بأن أدافع عن أرضي التي تمتدّ على طول بلاد الشام، بما فيها فلسطين المحتلة، وترعرعت في كنف عائلة لبنانية أورثتنا الولاء للوطن، فسمّتني ميسلون وسمت شقيقتي شام». أما أندراوس، فشارك في التظاهرة «بعدما فشلتُ في وضع حدّ لأداء جامعتي روح القدس الكسليك، المتواطئة مع الاحتلال، والتي تستضيف شركات داعمة للكيان بحجة إيجاد فرص عمل لنا. وإذ حاولت الاحتجاج على ذلك، لم أجد من يساندني من زملاء خافوا من الانتفاضة».
ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ولفّوا الكوفية على رقابهم، كما رفعوا شعارات ثورية داعمة للمقاومة ومناهضة للاحتلال على غرار: «لا قيمة لعلم بلا كرامة»، و«طلاب عمال... ضدّ الاحتلال». ووزعوا على بعضهم وعلى المارّين بياناً عدّدوا فيه جملة مطالب، هي: «وقف الإبادة في فلسطين والعدوان الصهيوني على لبنان، تفكيك الكيان الإسرائيلي ومحاسبة مجرميه تاريخياً وعودة الأرض والموارد إلى الشعب الفلسطيني، قطع الارتباط مع الشركات الداعمة للاحتلال وتوفير شروط الإنتاج العلمي في الجامعة الرسمية بما يلائم حاجات المجتمع ويحدّ من التبعية الاقتصادية والعلمية والاجتماعية». تضيف طفيلي مطلباً آخر؛ وهو «مقاطعة حسابات المشاهير المُطبّعين مع الاحتلال ومن باعوا القضية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما أن فئة الشباب تشكل أكبر شريحة من المتابعين لهم». هذه كلّها مطالب «نشدد عليها في كل التحركات الطالبية داخل الجامعات وخارجها ونجددها في يوم النكبة الفلسطينة»، كما تقول حنين محمد من «الاتحاد الطلابي العام».
وجاءت هذه المسيرة «للتضامن مع الطلاب في فلسطين ومصر وأميركا وأوروبا ممن اعتقلوا لأنهم رفضوا ظلم الأنظمة الاستعمارية»، ودعوة لطلاب العالم، وتحديداً طلاب العالم العربي «للانخراط في مواجهة الاحتلال حتّى لا تدفع فلسطين وحدها تكلفة المواجهة الباهظة عن كل المنطقة». ويشير إيلي من «الجامعة الأميركية» إلى «أننا لا نكتفي بالتظاهرات، بل نقاطع منتجات الشركات الداعمة للاحتلال، كما نقيم الندوات السياسية لزيادة الوعي بالقضية الفلسطينية».