نظّمت مجموعة "راديكال" أمس أول نشاطاتها في الجامعة اللبنانية - كلية الهندسة في مجمع الحدث حول مسألة "النسوية"، ومثّل النشاط فرصة للتعريف بالمجموعة الطلابية المستقلة، الحديثة التأسيس، التي تحمل شعار "النسوية ومناهضة العنصرية والنضال من أجل العدالة الاجتماعية".
عقدت المجموعة ندوة، حاضرت فيها الناشطة غوى صايغ عن مفهوم النسوية وأهمية حقوق المرأة، وذلك في اطار هدفها الرامي الى استرجاع النشاطات الثقافية والفنية ومناهضة العنصرية والذكورية داخل الحرم الجامعي وخارجه.
ركزت صايغ على ارتباط النسوية بمفهوم العدالة الاجتماعية، وفرقت بينها وبين منظومة الحقوق. كما لفتت صايغ الى "تخفي" خطاب حقوق المرأة في مجتمعات عدة "خلف النظام الذي يحارب المرأة"، وهو نظام "أبوي" مبني على اعطاء امتيازات لفئة الرجال. شارحة أهمية "الفكر النسوي التقاطعي"، حيث التهميش "مبني على فئات عدة من النساء".
العمل الطالبي في الجامعة اللبنانية ليس بالسهولة نفسها في جامعات أخرى، مثل الجامعة الأميركية في بيروت، التي استطاعت بسلاسة وسهولة نقل أجواء الحراك الشعبي الى داخل الحرم عبر سلسلة ندوات ينظمها أساتذة وطلاب الجامعة معا، اضافة الى نشاطات طلابية تنظمها نوادي يسارية وعلمانية في الجامعة، اذ تغيب عن الجامعة اللبنانية قسرا الحياة الطالبية والنشاط السياسي، وتفتقر الجامعة الى العوامل التي من شأنها خلق حيّز تفاعلي سياسي اجتماعي بين الطلاب، لأسباب عدة من بينها توقف الانتخابات بقرار اداري وهيمنة الأحزاب الطائفية على فروع الجامعة والتضييق على أي نشاط طالبي منظم من غير الحزب المسيطر في هذا الفرع أو ذاك.
تعي "راديكال" كل هذه التفاصيل جيدا، وتقول الطالبة اسلام خطيب أن للمجموعة نفسها تجارب سابقة من العمل بأسماء متعددة وفضفاضة، "ولم ننجح لأننا كنا صداميين، وكدنا أن نعزل انفسنا عن الطلاب". المجموعة ستعمل في وقت لاحق على قضايا مطلبية تمس الطلاب مباشرة، الا أنها فضلت في الفترة الأولى حصر جهودها بنشاطات ثقافية واجتماعية هادفة ستُعلنها المجموعة تباعا لتعزيز حضورها.
تحاول هذه المجموعة تجاوز الصعوبات التي تفرضها الهيمنة الحزبية في مجمع الحدث والفروع الأولى خارج المجمع، تقول خطيب أن "لا مصلحة لأحد بقمع نشاطات ذات طابع ثقافي داخل الجامعة"، تاركةً الحديث عما قد تتعرض له المجموعة لدى طرحها قضايا قد تمثل حساسية أو رد فعل من الأحزاب، الى ان يحين وقتها، حيث تكون قد أصبحت المجموعة "أكثر نضجا واستعدادا للعمل السياسي والطالبي المباشر".