الجزائر ـ سعيد خطيبيالروائي مرزاق بقطاش قال لـ«الأخبار»: «لم أكن اتفق مع بعض طروحات وطّار. كنت أقف في الموقع النقيض منه أحياناً. لكن لا يجب أن ننسى أنّ الساحة الأدبية تظلّ واحدة وتتسع للجميع». كان وطار قد وقّع مقدّمة أولى روايات مرزاق بقطاش «طيور في الظهيرة» (1981)، إلا أنّ العلاقة بين الاثنين ساءت لأسباب واختلافات إيديولوجية، قبل أن تصفو الأجواء بينهما السنة الماضية خلال فترة علاج وطار في فرنسا. ويعلّق بقطاش: «المبدع بطبعه نرجسي. قد يتقلّب أحياناً، لكنّ الجوهر يبقى ثابتاً».
المسرحي محمد بن قطاف المدير الحالي لـ«المسرح الوطني الجزائري»، بدت عليه علامات التأثر واكتفى بالقول: «سنكتشف الآن قيمة هؤلاء الكبار. لا نلمس قيمتهم سوى لحظة الرحيل». وكان بن قطاف قد نقل إلى الخشبة نصّ قصّة وطار «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» الذي أخرجه الزياني شريف عيّاد...
وبينما خيّمت مشاعر الحداد والحزن على جنازة الطاهر وطار، ذكر المسرحي مخلوف بوكروح أنّ الراحل كان «واحداً من المثقفين القلائل الذين آمنوا بالتأسيس للفعل الثقافي الذي تجسد مع تأسيس جمعية «الجاحظية» في مرحلة صعبة من تاريخ الجزائر. ويكفيه شرفاً أنّه لم يغادر الجزائر كما فعل مثقفون كثر خلال التسعينيات... ولم ينعزل عن الحياة العادية».
بين الحاضرين وقف الروائي واسيني الأعرج وزوجته الشاعرة زينب الأعوج. وقال الأعرج لـ«الأخبار» إنّه «رغم خلافاته مع الكثيرين، بقي الطاهر وطار حاضراً في صلب النقاشات الأدبية والفكريّة في بلاده». وأضاف: «وطار كتب وقاوم التحولات التاريخية والسياسية. هو علامة مؤثرة ومؤسسة في الأدب الجزائري. السؤال الذي يجب طرحه اليوم، هو كيفية الحفاظ على تراث الطاهر وطار وذاكرته الأدبيّة والثقافيّة؟»