محمد عبد الرحمنفي أحد برامجها اليومية، فتحت إذاعة «راديو مصر» هواءها أمام المشاهدين لمناقشة موضوع الدراما الرمضانية. وتمحورت معظم اعتراضات المستمعين على الكمية الكبيرة من المسلسلات التي تُعرض هذا العام. إلا أن اتصالاً واحداً غيّر مجرى النقاش. إذ قال هذا المستمع إن أكثر ما استفزّه هذا العام ظهور ممثّل متديّن ـــــ قدّم في السابق شخصيات دينية شهيرة أبرزها الشيخ الشعراوي ـــــ في مسلسل من بطولة نجمة مصنّفة ضمن ممثلات الإغراء. النجم المقصود طبعاً هو حسن يوسف، الذي يظهر في «زهرة وأزواجها الخمسة» إلى جانب بطلة العمل غادة عبد الرازق. لكنّ مذيعة البرنامج الإذاعي لم تتأخّر في الدفاع عن يوسف، فقالت إنه لا مانع من ظهور ممثل متديّن في مسلسل اجتماعي، وهو ما لم يعجب المتصل. إذ يرى كثيرون أنّ «زهرة وأزواجها الخمسة» ليس مسلسلاً اجتماعياً بالمعنى المتعارف عليه، بل مجرّد عمل يدور حول فتاة جميلة يطمح كل الرجال إلى الزواج بها.
وكان حسن يوسف قد دافع باكراً عن ظهوره في العمل، ورأى أنّه سيقدّم شخصية يستفيد منها الجمهور بسبب المصير الذي سيواجهه. ويؤدّي الممثل المصري دور رجل يطمع بالزواج من زهرة رغم زيجاته المتعددة، وثرائه الفاحش وتقدّمه في العمر. وقد يكون الممثل المخضرم قَبِل أداء هذا الدور بسبب غياب الاهتمام بتقديم الدراما الدينية. لكن الأكيد أنّ منطقه لم يعجب المشاهد الذي تعوّد عليه في نوع محدّد من الشخصيات، وخصوصاً شخصية الشيخ محمد متولى الشعراوي.
الهجوم على حسن يوسف يؤكّد أنّ دخول الممثلين المتديّنين سوق الفن محفوف بالانتقادات
ولعل الجدل الذي رافق ظهور حسن يوسف في «زهرة وأزواجها الخمسة» يُعدّ دليلاً على أن وجود الفنانين المتديّنين في سوق الفن لا يزال محفوفاً بالانتقادات. إلى جانب يوسف، تعاني صابرين، التي أشاد النقاد بأدائها التمثيلي في الحلقات الأولى من «شيخ العرب همام»، هجوماً مماثلاً ضدها. إذ تظهر في العمل وهي ترتدي «باروكة» بدل الحجاب، بعدما قرّرت ألا يقتصر وجودها الفني على الأدوار التي تتطلّب غطاءً للرأس. هكذا اختارت حلاً وسطاً هو وضع «باروكة»، فتكون بالتالي قد غطّت شعرها الحقيقي، وقدّمت الدور التمثيلي كما ينبغي، قائلةً إنها مسؤولة عن أفعالها، ولا يحق لأحد انتقادها طالما أنها تفعل ما تؤمن به.
وبعيداً عن حسن يوسف وصابرين، تقف سهير البابلي، وسهير رمزي، ومنى عبد الغني، وغيرهن من الممثلات المحجبات اللواتي اختفين عن الشاشة في انتظار تأدية أدوار تتناسب مع غطاء الرأس حتى لو تعرضن لهجوم من النقاد. ويرين أنّ الجمهور المحافظ لن يهاجمهن ما دمن ملتزمات باللباس الشرعي.
وفي انتظار عودة المحجبات إلى الشاشة، ستبقى القضية مثار جدل طالما لا تزال مفاهيم الدين والفن مختلطة على الساحة المصرية، فهناك من يريد أن يشاهد فناً «حلالاً»، فيما تقول صابرين وحسن يوسف إنّ الأعمال الفنية بالنيات لا بالـ«باروكة» والحجاب.