للمرة الأولى، تطلّ ثلاثة وجوه لبنانية على شاشة مصرية واحدة: نضال الأحمدية، وطوني خليفة وميريام فارس، وقد استطاعوا حتى الساعة فرض أنفسهم على السباق الرمضاني رغم الانتقادات
ربيع فران
احتلّ الإعلاميون والنجوم اللبنانيون شاشة «القاهرة والناس»، وشغلوا المشاهدين من بيروت إلى القاهرة، حتى صُنِّفت القناة بالأجرأ خلال شهر رمضان. هكذا، دخل كل من طوني خليفة في برنامج «بلسان معارضيك»، وميريام فارس بفوازيرها ونضال الأحمدية ببرنامجها الحواري، السباق الرمضاني رغم الضعف التسويقي لهذه البرامج.
لكن لا يمكن اعتبار تجربة «القاهرة والناس» هي الأولى التي فتحت الباب أمام اللبنانيين لدخول مصر. بل سبقتهم مجموعة من الممثلات والمغنيات أبرزهنّ نور، ونيكول سابا، وسيرين عبد النور، ورزان مغربي... وقسم من هؤلاء شاركن في مسلسلات وسيتكومات رمضانية. ولعلّ هذا النجاح اللبناني دفع مالك قناة «القاهرة والناس» إلى الاستعانة في شهر الصوم هذا العام بوجهَين إعلاميَين مثيرَين للجدل: نضال الأحمدية، وطوني خليفة.
هكذا، اختارت رئيسة تحرير مجلة «الجرس» استضافة مجموعة من النجوم، بينهم إلهام شاهين، رولا سعد، وهاني رمزي، وشيرين رضا، ومحسن جابر... ورغم كل التوقعات بأنّ تفجّر حلقات برنامج «مع نضال الأحمدية» مفاجآت على الساحة الفنية، جاء البرنامج عكس ذلك. بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك واصفاً إياه بالشخصي، إذ تروي الأحمدية تجاربها وتستمع إلى ضيوفها وهم يتحدّثون عن مواضيع مختلفة. كما توقّع بعضهم أن تواجه الأحمدية ضيوفها بكمية المعلومات والأسرار التي تملكها عنهم وهو ما لم يحصل، وخصوصاً أن أغلب الضيوف هم أصدقاؤها.
جاء برنامج نضال الأحمدية بعيداً عن الفضائح عكس التوقعات
وإن كان برنامج نضال الأحمدية قد خيّب آمال بعض الباحثين عن الفضائح وعن أسرار النجوم، فإنّ برنامج طوني خليفة «بلسان معارضيك» أكّد أن الإعلامي اللبناني مستمرّ بالخطّ نفسه الذي اعتمده في برامجه الفنية في السابق. حتى الساعة، نجح خليفة في تقديم مادة دسمة لمشاهدي «القاهرة والناس». وتقوم فكرة البرنامج على استضافة نجوم من عالم الفن أو السياسة أو الإعلام ومواجهتهم ببعض الاتهامات التي يسوقها ضدّهم معارضوهم. وقد نجح خليفة حتى الساعة في استضافة مجموعة من النجوم بينهم كارول سماحة، وخالد يوسف، ودوللي شاهين، والممثلة المصرية زينة التي مثّلت الورقة الرابحة للبرنامج، وخصوصاً أنها كانت تطلّ على الإعلام للمرة الأولى منذ توقيف شقيقتها بتهمة الإتجار بالمخدّرات.
وإلى جانب نضال الأحمدية وطوني خليفة، لا يمكن إغفال أهمية «فوازير ميريام» مع المغنية اللبنانية ميريام فارس التي أكّدت الحضور اللبناني في مصر، وخصوصاً على قناة «القاهرة والناس». ورغم أن نسبة مشاهدة الفوازير لا تتوافق حتى الساعة مع توقعات القناة، إلا أن فارس نجحت في فرض حضور لبناني قوي كسرت من خلاله لعنة الفوازير التي ظلّت تلاحق الفنانين اللبنانيين والعرب منذ اختفاء شيريهان ونيللي عن الساحة الرمضانية.
هكذا يمكن القول إنّ الحضور اللبناني بات جزءاً رئيسياً من المشهد الرمضاني في مصر، وخصوصاً هذا العام. وهو ما يتوقّع تكراره في السنوات المقبلة، لا سيّما في برامج الـ«توك شو» التي أصبحت من المسلّمات الرمضانية مثل المسلسلات الدرامية.