هذا الموسم، لم يكتفِ الممثل السوري الشاب بالظهور في «باب الحارة 5»، بل أطلّ أيضاً بدور إشكالي في «ما ملكت أيمانكم» لنجدت أنزور. وها هو يستعد لتصوير مسلسل لبناني ــ سوري، والعودة إلى خشبة المسرح
باسم الحكيم
من أين يبدأ الحوار مع نمس «باب الحارة»، وتوفيق «ما ملكت أيمانكم»؟ مصطفى الخاني صار نجماً بمواصفات خاصة، بفضل العمل الشامي الأكثر شعبيةً، الذي صنع شهرته. ورغم وجوده على الساحة منذ سنوات، ومشاركته في أعمال عدة بينها «الملاك الثائر»، و«الزير سالم»، و «الفوارس»، و«الناصر صلاح الدين»، و«سقف العالم»، يبقى لـ«باب الحارة» مذاق مختلف. غير أنّ النجم الشاب، لا ينام على حرير، فهو ما زال في بحث دائم عن التحدي.
من هنا، رحّب ببطولة مسلسل «ما ملكت أيمانكم» الذي أثار جدلاً واسعاً وأقام الدنيا على مخرجه نجدت أنزور، بسبب موضوعه الجريء وشخصيّاته الجدليّة، وعلى رأسها توفيق. وهذه الشخصية يجسّدها الخاني فيظهر كشابّ متديّن يفصّل جلباب الدين على قياسه، ويدّعي الإيمان لتحقيق مآربه وطموحاته.
وقبل انتهاء رمضان، دخل الخاني مرحلة التفاوض النهائي مع شركتي «إيغيل فيلم»، و«مروى غروب»، لبطولة عمل يجمعه مع ممثلين من لبنان وسوريا، سيجد طريقه إلى الشاشة في الموسم الرمضاني المقبل، كما يدرس عودة مرتقبة إلى خشبة المسرح.
هكذا، صار الخاني محط أنظار المخرجين والمنتجين في الوطن العربي. لا ينكر الممثل الشاب فضل «باب الحارة» عليه، لكنه يرى أن «نجاحه فاق التوقّع، وخصوصاً أنني عملت سابقاً تحت إدارة كبار المخرجين، وأدّيت شخصيات لا تقل جودة في أدائها، لكن «باب الحارة» وشخصيّة النمس مثّلا علامة فارقة». لكنه يعود ليعزو هذا النجاح إلى عوامل عدّة، منها أن البيئة الشامية محبّبة إلى الجمهور، إلى جانب عوامل أخرى..
وفي عز نجاح الجزء الخامس من المسلسل، يقول: «حين تسلّمت الدور، لم يكن يحتوي على هذا النفَس الكوميدي، بل كان عبارة عن شخصيّة شريرة، ثم توصّلنا إلى خلطة تجمع الطرافة والغموض والتناقضات في الكاراكتير... إضافةً إلى الأغاني والعبارات التي يردّدها، وأسلوبه في التحية والنطق».
ولأوّل مرّة، لا يكتفي الخاني بلفت الأنظار إليه بدور واحد، فشخصيّة توفيق في «ما ملكت أيمانكم» لافتة أيضاً. ويشرح الخاني أن «ما قاله بعض الإسلاميين عن إساءة العمل إلى الدين، والمطالبة بإيقافه مُستغرب، وخصوصاً أننا لا نقبل الإساءة إلى أيّ من الأديان». ويشير إلى أن العمل قدّم نماذج عدة من رجال الدين، بعضهم من المعتدلين، إضافةً إلى شخصيّة توفيق المتطرفة، التي تختبئ خلف عباءة الدين للوصول إلى مآرب سياسية واجتماعية معينة، «وهي شريحة موجودة في مجتمعنا، من خلال تنظيمات كـ«القاعدة» و«جند الشام»». ما زال الخاني يؤمن بأنّ العمل الذي يعتمد على القرآن والسنّة النبوية، هو مكان للحوار مع هذه الفئة من المتطرفين «لأن العنف يجب أن يكون الوسيلة الأخيرة للتعامل معهم»، مضيفاً إنّ العمل يدين الإرهاب، ويعترض على «الانحلال الأخلاقي. كما يصوّر علاقة شابين مثليي الجنس».
أما في «الملاك الثائر ـــــ جبران خليل جبران» (كتابة نهاد سيريف وإخراج محمد فردوس الأتاسي) فجسد الخاني شخصيّة فريد هولند داي، ليعطي انطباعاً بأن الفنان الأميركي الشهير كان مثلياً. يسارع الخاني نفسه إلى النفي كمن يردّ عنه تهمةً، قائلاً: «هناك غموض في شأن ميوله الجنسيّة، لكنني قدمته كشاب طريف وناعم». وعمّا إذا كان يقبل أن يؤدّي شخصية مثلية يقول بصراحة: «أفضّل ألا أؤدّي هذه الأدوار»!

يطلّ في رمضان المقبل بمسلسل «رودريغ وجنى» الذي يحمل توقيع هشام شربتجي
من جهة أخرى، يرفض الخاني إعطاء معلومات عن العمل الجديد الذي ينوي المشاركة فيه. إلا أن «الأخبار» علمت أن العمل يحمل عنوان «رودريغ وجنى» كتبه محمد السعودي ويخرجه هشام شربتجي، وهو إنتاج مشترك بين شركتي «إيغيل فيلم»، و«مروى غروب»، وبطولة ماغي أبو غصن، ووسام صبّاغ، ومارسيل مارينا، وداليدا خليل، وشكران مرتجى وسواهم. ويفترض أن يوقَّع العقد قريباً جداً، لأن التصوير سيبدأ قبل نهاية العام الجاري، وهو مرشّح للعرض في رمضان المقبل.
هكذا تمكّن الخاني من تحقيق بصمة في الدراما، لكنه يرى أنّ «الموهبة وحدها لا تكفي، فاجتهاد كل ممثل وعمله على ذاته مهمان جداً لاستمراره». ويضيف: «أنا مهووس بشخصياتي وبالمهنة وأعشقها حتى الجنون، وهي تشغلني في كل لحظة وأبحث في مفرداتها دوماً، لذا أحصد نتائج جيدة». وقياساً على اجتهاده، يعتقد الخاني بضرورة «الاستعانة بالمبدعين فقط، والاستغناء عن الأقل إبداعاً»، مثنياً على أداء ممثلين لبنانيين معجب بأدائهم أمثال رفيق علي أحمد، وبيار داغر، وجهاد الأندري، وكارمن لبّس.
من جهة أخرى، يدرس الخاني عرضاً من «الجامعة اللبنانية الأميركية ــ LAU» في بيروت للمساهمة في ورش عمل ومحاضرات في الجامعة، بعدما درس في كليّة الفنون في دمشق عام 2006. كما ينوي العودة إلى المسرح، بعد غياب، منذ تقديمه مسرحيّة «دون كيشوت».


«باب الحارة» باقٍ

رغم الخلافات الحادة مع نجوم الأجزاء السابقة من «باب الحارة»، وديكتاتورية بسّام الملاّ الذي يميت ويحيي من يشاء في المسلسل، فإن الجزء المقبل من العمل سيكون من بطولة عباس النوري (الصورة)! إذ بات احتمال تقديم جزء سادس وسابع ربما شبه مؤكّد، «نزولاً عند رغبة الجمهور»، الذي وضع هذا المسلسل في المرتبة الثانية على mbc بعد «طاش 17». ولن يحول خلاف الخاني مع المخرج مؤمن الملا، دون عودته إلى الجزء الجديد. وتحفظ نهاية الجزء الحالي، خط عودة النوري، فالمشهد الأخير يصوّر انتقال رجال الحارة إلى السجن لاستعادة أبو عصام. وحده سامر المصري سيُحرم جنة «باب الحارة».