ربيع فرّانتُعتبر حياتها مزيجاً من الإسقاطات الإنسانية. وقد أسهمت شخصيتها الصادقة في إبعادها عن الوسط الفني، فكانت وحيدة تحلّق خارج السرب وفضلت الهروب والانزواء والابتعاد عن المشاحنات.
ألبومها الغنائي «أغلى ناسي» حقّق في عام 2006 مبيعات عالية في سوق الخليج وظلّ لفترة يحتلّ المراتب الأولى. ورغم اغترابها الإنساني والفني، ظلّت تحيط بكل ما يحصل من حكايات في عالم الفن والأغنية والأحداث المحيطة بها. ولم توفّر المناسبات الوطنية فغنّت الأوطان، من العراق إلى غزة وكل المدن العربية. وجاءت المرحلة الأخيرة من حياتها لتزيد همومها، مع سوء حالتها الصحية التي تدهورت قبل عام بعد إصابتها بسلسلة جلطات، لكنّ حزنها الكبير جعلها تصارع المرض وحيدة فاستقوى عليها.
على أي حال، كان للكويت الأثر الكبير في رحلة حزنها. كما حصل مع فنانين عراقيين آخرين، مُنعت رباب من دخول «موطنها» ــــ كما تسمّيه ــــ حتى قبل وفاتها بقليل. والسبب في ذلك أنّها غنّت في عام 1988ــــ أي قبل سنتين من الاجتياح العراقي للكويت ــــ أغنية «صادق يا صدام» (من كلماتها وألحانها). وهو الأمر الذي اعتبره الكويتيون مسيئاً لهم، فلم يسمحوا لها بالدخول مجدداً على الرغم من المناشدات التي أطلقتها والمساعي التي قامت بها. وحتى الأغنيات التي أدّتها للكويت إبان الاحتلال مثل «الكويت يا دانة»، و«وعد» و«الله أكبر»، فلم تشفع لها بالعودة إلى وطن الطفولة. وهو الأمر الذي أحزنها، فاختارت الإمارات العربية المتحدة للبقاء قريبةً واحتضنتها إماراتا الشارقة ودبي حيث حصلت على دعم معنوي تمثَّل في حضانة العائلة الحاكمة، إضافة إلى الشعب الإماراتي.
مشاكل عديدة صادفتها رباب مع «روتانا» التي أنتجت لها ألبومات غنائية كانت أشهرها على الإطلاق «أغلى ناسي» (2004) و«آخر قراري» (2007)، وهو من آخر ألبوماتها، لكن لم تُصوَّر أغنياته. وقد عاتبت رباب الشركة السعودية، وناشدت مراراً الأمير الوليد بن طلال وسالم الهندي بهدف مساواتها مع نجوم الشركة المدلّلات. لكنّ مساعيها ذهبت أدراج الرياح، وظلّت معلقةً بحبال الهواء على صعيد الأمان الفني والنفسي، وهذا ما انعكس سلباً على صحتها. هذا الحزن الكبير الذي عاشته فنانة عراقية كويتية أبكتها الهزائم الشخصية، أبعدَ الجميع عنها، مع العلم أنّ نجوم العراق نعوها من أمثال نبيل شعيل.


تعيد قناة «دبي» عرض المقابلة التي أجرتها بروين حبيب مع رباب ضمن برنامجها «نلتقي مع بروين» ــــ غداً 21:30 بتوقيت السعودية