«على الفرق الموسيقيّة أن تختار بين لبنان والكيان الغاصب». هذا ما أعلنه مؤتمر صحافي أقيم أمس، بدعوة من هيئات أهليّة ومؤسسات ثقافيّة... ووصل الجدل بين أنصار الحفلة ومعارضيها إلى الـ«فايسبوك»
زينب مرعي
ها هي بيروت تقف من جديد في مواجهة تل أبيب. لكنها هذه المرة مواجهة ثقافية، أطلقتها مجموعة مؤسسات ومبادرات معادية للتطبيع. بيان «بلاسيبو: لا أهلاً ولا سهلاً بكم في لبنان!» وقّعته مجلة «الآداب»، و«حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان»، و«الحملة اللبنانية لمقاطعة الصهيونيّة»، و«حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (لبنان)، و«مركز حقوق اللاجئين ـــــ عائدون».
البيان تلاه ناشر «الآداب» الكاتب سماح إدريس أمس، خلال مؤتمر صحافي أقيم في مقهى «ة مربوطة» (الحمرا) وخيَّر الفرق الموسيقيّة الأجنبيّة التي تزور المنطقة، بين بيروت وتل أبيب: «على الفرق الموسيقيّة أن تختار: إمّا أن تعزف في لبنان، وإمّا أن تعزف في دولة الكيان الغاصب، لا في البلدين معاً».
انطلق البيان لينادي بمقاطعة الحفلة التي تحييها فرقة «بلاسيبو» البريطانيّة الليلة في «فوروم دو بيروت»، بعد أربعة أيّام فقط من أمسية تل أبيب. واستعاد البيان أسماء الفرق الأجنبيّة التي قررت إلغاء عروضها في إسرائيل احتجاجاً على سياساتها الدموية، أو استنكاراً للمجزرة الأخيرة على «أسطول الحريّة». وجاء في البيان: «من الواضح أنّ «بلاسيبو» تعدّ المجازر وأعمال الظلم غير ذات صلة بعرضها الموسيقي! وهذا ما لا نؤمن به، نحن أنصار مقاطعة «إسرائيل» في لبنان، بل نقول إنّ كل فرقة موسيقيّة (أو غير موسيقيّة) لا تكترث للتمييز العنصري والاحتلال والظلم هي بالضرورة متواطئة في التغطية على الظلم، ومن ثم فهي غير مرحّب بها في لبنان». البيان وإن كان قد صدر لإدانة القرار الذي اتخذته فرقة «بلاسيبو»، فإنّ هدفه أبعد من ذلك. بالنسبة إلى سماح إدريس و«المنسّقة في الحملة الوطنيّة لمقاطعة الصهيونيّة» رانية المصري وممثّل «مركز حقوق اللاجئين ـــــ عائدون» وسام صليبي، لا يجب أن تكون طريق تل أبيب ـــــ بيروت مفتوحةً لأي كان بهذه السهولة: يجب ألّا تأتي الفرق من تل أبيب مباشرة إلى بيروت، كما فعلت فرقة «بلاسيبو» وكما ينوي أن يفعل Dj Tiesto الذي يقدّم عرضه في إيلات في 2 تموز (يوليو) ثم في بيروت في 3 تموز. ورأى إدريس أنّ ما يقوله في المؤتمر هو بمثابة إخبار للقضاء اللبناني. الموضوع أثار نقاشاً بشأن جدوى المقاطعة، وخصوصاً أنّ معظم اللبنانيين اشتروا بطاقاتهم لحضور حفلة «بلاسيبو» قبل أن يعرفوا بزيارتها تل أبيب. ماذا نفعل الآن؟ تساءل الجمهور.
يتمثّل الحلّ الأول بالنسبة إلى إدريس في أن يبادر منظّم الحفلة جهاد المرّ إلى إلغائها. لكن بما أنّ هذا الأمر غير وارد على الأرجح، فإن الكرة في ملعب الجمهور. من هنا، أطلق ثلاثة أشخاص كانوا قد اشتروا تذاكر للحفلة حملة Give me back my Placebo ticket money (أعيدوا لي ثمن تذكرتي) على «فايسبوك». وقد جاء

عدّ سماح إدريس بيان المقاطعة إخباراً للقضاء اللبناني
الردّ على الصفحة من قبل المنظّمين بأنهم وافقوا على إعادة ثمن التذاكر لمن يرغب في المقاطعة. لكنّ النقاش احتدّ على «فايسبوك» بين الجمهور المؤيّد للمقاطعة والآخر الذي لا يرى أي مشكلة في حضور الحفلة... حتى وصل الأمر إلى تبادل التهديدات والاتهامات بين الطرفين. بينما رأى طرف ثالث أنّ الحل يكمن في حضور الأمسية والتلويح بالعلم الفلسطيني خلال السهرة. حتى إنّ بعض المعجبين تركوا رسائل على صفحة «بلاسيبو» على «فايسبوك»، يشرحون فيها وجهة نظرهم وانزعاجهم من زيارة الفرقة تل أبيب. كذلك بدأت حملة أخرى لحثّ إلتون جون على الامتناع عن الغناء في إسرائيل في 17 حزيران (يونيو).
وسط هذا النقاش المحتدم، يصرّ البيان على مقاطعة الحفلة واستعادة التذاكر، في انتظار تحرّكات مستقبليّة أخرى. وهنا، تبقى الكلمة الفصل للجمهور. فمن سيختار المقاطعة، بإمكانه المشاركة في أمسية أخرى داعمة لغزّة. الحفلة تنظّمها مجموعة Lebanese underground.com، بمبادرة من الفنان زيد حمدان، وتجمع عدداً من الفنانين والفرق اللبنانية، منها ريّس بيك، وفرقة «فريق الأطرش»، وتانيا صالح، ولومي، وZeid and the wings. تقام الحفلة البديلة في حانة EM chill في منطقة مار مخايل النهر، عند التاسعة من مساء الغد.


حفلة تضامنية مع غزة : 9:00 مساء الغد ـــــ EM chill (مار مخايل/ بيروت). للاستعلام 01/565131