ليال حدادتدريجاً، بدأ المثليون العرب يخرجون إلى العلن. بعد إصدار مجلة «بخصوص» للمثليات اللبنانيات، ها هو العدد الأوّل من مجلة «مثلي» المغربية تبصر النور. «الخوف يأتي من الجهل وعدم المعرفة. ورُهاب المثلية هو نتيجة عدم الفهم والتفاهم. لذلك نحن من خلال هذه الصفحات نودّ إعطاء لمحة عن حياة أفراد المجتمعات المثلية وأفكارهم»، كتب المسؤولون عن المجلة على موقعهم الإلكتروني www.mithly.net، معرّفين بالمجلة وبأهدافها.
تتألف «مثلي» من 19 صفحة، وقد وُزع مئتا عدد من النسخة الأولى، بسرية تامّة، كما جاء في صحيفة «المساء» البلجيكية. وتتنوّع مواضيع المجلة بين المقالات الشخصية التي روى فيها المثليون تجربتهم في المجتمع المغربي والعربي، إلى جانب التمييز الذي يتعرّضون له يومياً في المجتمع.
طبعاً، لجأ معظم كتّاب المجلة إلى اختيار أسماء مستعارة، وخصوصاً أن القانون المغربي يعاقب المثليين بالسجن لمدة تراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات. لكن إخفاء الهوية ليس فقط بسبب الخوف من القانون، بل أيضاً خوفاً من المتطرّفين، «فهؤلاء لن يتردّدوا في قتلي في الطريق» يقول أحد المشرفين على المجلة لـ«المساء».
وبالفعل، ما إن بدأ مشروع المجلة يظهر إلى العلن، حتى خرجت صحيفة «التجديد» المغربية بسلسلة من مقالات تهاجم فيها المثليين، وتعدّد مخاطرهم «الأخلاقية» على المجتمع المغربي. وأبرزها مقالة «من يمسّ قيم المغاربة، فليس أقل ممن يمسّ أرضهم وأمنهم». كذلك، في إطار الحملة على المثليين، نُشرت مقالة أخرى هي «لا للتطبيع مع الشذوذ الجنسي». وجاء في المقالة «الذي لا يدركه شواذ المغرب أن من المستحيلات في هذا البلد التطبيع مع الشذوذ الجنسي على غرار ما يجري في الغرب لسبب بسيط، هو أن هذا البلد قد حسم خياراته المركزية المرتبطة بمرجعيته وهويته».
واتّهمت الصحيفة إسبانيا بالوقوف وراء هذه المجلة، وخلف نشاط المثليين في المغرب لضرب «القيم المغربية الإسلامية». من جهة ثانية، دعا المثليون على موقعهم الإلكتروني، السلطات المغربية إلى حمايتهم من هذه التهديدات الإعلامية التي يتعرّضون لها.

www.mithly.net