بعد تسع سنوات على صدور ألبومها الأول «مليتك مليتك»، تعمل المغنية المغربية حالياً على شريطها الثالث من دون أن تخفي تأثرها الكبير بموسيقى والدها وعمّها
الجزائر ــ سعيد خطيبي
تعتقد خنساء باطما أنها مُطالبة بصهر مختلف مكوّنات هويتها، كمغربية، عربية، أفريقية، من القرن الواحد والعشرين، ضمن بوتقة انشغالاتها الفنيّة. تحاول التأكيد على خصوصيتها من خلال المزج بين الماضي والحاضر، وبين موسيقى المغربية وموسيقى الروك الأميركية. تقول لـ«الأخبار»: «الموسيقى فضاء متنوع يعكس تنوع الثقافات المتداخلة في ما بينها عبر العالم».
حين أصدرت الفنانة المغربية أول ألبوماتها الذي حمل عنوان «مليتك مليتك» (2001)، أعرب بعض النقّاد عن تفاجئهم من جرأتها في إدراج موسيقى الروك، لأول مرة، مع اللهجة المغربية. لكن ذلك لا يزعج باطما التي تدافع عن خيارها: «كانت في البداية، فكرة أداء الروك مع اللهجة المغربية، فكرة غريبة وغير مسبوقة أيضاً. لم يهضمها بعضهم ولامني عليها البعض». مضيفة: «لكن، مع صدور الألبوم الثاني، صارت الفكرة مقبولة».
عمّها هو العربي باطما، أحد مؤسسي فرقة «ناس الغيوان» الشهيرة
إذاً مع ألبومها الثاني «على أبواب الصحراء» (2002)، حاولت خنساء باطما استثمار جزء من الموروث العربي الأندلسي، مع إظهار تأثرها بموسيقى والدها محمد باطما، أحد أعضاء فرقة «لمشاهب» (1975)، وعمّها العربي باطما (1948ــــ 1998)، أحد مؤسسي فرقة «ناس الغيوان»، التي برزت في بداية التسعينيات، في الدار البيضاء. ونالت هذه الفرقة شعبية واسعة، كما أسهمت في تحديث الموسيقى المغاربية، وهدم عدد من التابوهات الاجتماعية.
تتحدث باطما عن تأثيرات عائلتها الفنية بالقول: «يملك والدي وعمي تأثيراً على طريقتي في التفكير. برز تأثيرهما في الألبوم الثاني من خلال العودة إلى استعمال بعض الآلات الموسيقية التقليدية، مثل القمبري والبندير». وتؤدي الفنانة أغلب أغانيها بالفرنسية والإنكليزية، وخصوصاً اللهجة المغربية المحلية، «ذلك نابع من تأصلي المغربي. وكون اللهجة المغربية لغتي الأم، أجدها لغة مرنةً جداً وتتناسب مع إيقاع الأغاني».
ويبقى أحد أهم هموم باطما هو تحديث عملها الفني. خلال الأسابيع القليلة الماضية، شرعت الفنانة في تسجيل ألبومها الجديد في أحد استوديوهات الدار البيضاء. الألبوم سيحمل عنوان «نستاهل» وسيصدر رسمياً في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. ولكن قبل ذلك، ستصدر أغنيتها المنفردة «نستاهل».
وعن ميلها إلى المزج بين مختلف الأنواع الموسيقية، تقول: «أميل كثيراً إلى المزج الموسيقي الأصيل وغير المتداول». وتضيف: «أجرّب الخلط بين الأساليب والإيقاعات. وأجد هذا الخيار مهماً ولافتاً أكثر للانتباه».
بعدما خاضت خنساء باطما تجربة عرض الأزياء، والتمثيل في الفيلم الفرنسي «عيد الميلاد» (2006)، ثم غناء الراب، مع المغني بيغ في «أسمعني»، تختصر مسيرتها وعلاقتها بالموسيقى بالقول: «أنا مغامرة... وبما أن الموسيقى هي متعة في الأساس، فأنا أبحث عن إمتاع المتلقّي».