بيروت في الرواية: حرب وكوسموبوليتيّة ومتاهة
زينب مرعينهاية أدب المهجر وولادة أدب المنفى
أمّا الناقد السوري صلاح صالح فشرّح بيروت المتاهة كما وردت في أعمال الياس خوري، ورواية «تقرير ميليس» لربيع جابر وخلُص إلى أنّ إحدى نتائج الحرب كانت طمس ذاكرة المدينة. لكنّ بيروت قبل أن تتحول في الرواية إلى «المدينة القاتلة» ـــــ أي بعد الحرب ـــــ كانت مدينة «كوسموبوليتيّة» بامتياز، كما ظهر في تحليل ملحم شاؤول لروايتي يوسف حبشي الأشقر «لا تنبت جذور في السماء» و«الظلّ والصدى». المدينة هنا فضاء رمزي للوعي السياسي والنقاش الحرّ ولاستقلالية المرأة.تحدّث الروائيون المشاركون في شهاداتهم عن بيروت في زمن الحرب وبيروت الأخرى، ولفت الروائي حسن داوود إلى تغيّر المدينة والريف كما نعرفهما، وتمثلاتهما الروائيّة أيضاً. بيروت التي كانت دوماً في طليعة المدن العربية لناحية الإنتاج الروائي، مثلت مادة لعدد من المؤتمرات المشابهة خلال احتفالية «بيروت عاصمة عالمية للكتاب». منسّق «بيروت في الرواية/ الرواية في بيروت» الأكاديمي سامي سويدان برَّر تخصيص مدينة بيروت بهذا المؤتمر، وذلك للانطلاق منها رمزاً للوطن. «بالمعنى المجازي يمكن العاصمة أن ترمز للوطن، لكن بالمعنى الحقيقي لا يمكن الجزء أن يختصر الكل، وخصوصاً حين يبلغ الاختلاف والتباين بين الأماكن مستوى عالياً من التناقض أو التنافر». من جهته، لفت الناقد العراقي عبد الله إبراهيم إلى نقطة مفصليّة في تطوّر لغة الرواية اللبنانيّة، إذ قال إنّ صلاحيّة أدب المهجر في هذه الأخيرة انتهت، لنشهد ولادة أدب المنفى.