زينب مرعيأهلاً بك في «معرض بيروت للكتاب». لحظة دخولك، تستقبلك صالونات شاسعة هي أجنحة الدول العربيّة الضيفة هذه السنة. كذلك تجد هنا دوراً لبنانيّة تعيش أجواء احتفاليّة «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب». في صالة العرض الرئيسة في «بيال» حيث «مواطنو الدرجة الأولى»، تزدهر التواقيع والنشاطات ويحتشد الزوار. وحين يهمّ الجميع بالمغادرة ويبدأون بالبحث عن «مخرج»، يُفاجأون بـ...«خيمة»! إنّها خيمة «مواطني الدرجة الثانية» كما يسمّون أنفسهم. هنا البرد، والدخان، والكهرباء المقطوعة. في هذه الخيمة التي استحدثها منظّمو المعرض، لم يعمل نظام التدفئة مثلاً إلا أخيراً، وبعد أربعة اجتماعات بين الناشرين ـــــ العرب بمعظمهم ـــــ وإدارة «النادي الثقافي العربي». المعرض قارب على الانتهاء والزوار لا يكتشفون «الخيمة» إلّا عند المغادرة، بما أنّها تودي إلى المخرج. هكذا، يقول الناشرون المعنيون إنّهم تحوّلوا إلى إشارات سير، يهدون الحائرين إلى الخروج، بعدما يكونون قد اشتروا ما يريدون وتعبوا من التجوال بين الأجنحة. وحين طلب الناشرون من إدارة المعرض أن تجد حلاً ينبّه الناس إلى وجودهم، لبّى النادي طلبهم ليوم ونصف، حيث أدخل الزوّار من جهة الخيمة. لكن في هذا الوقت، ارتفعت أصوات الاحتجاج في الصالة الرئيسة، فقرّر المنظّمون العودة إلى الوضع القديم وصمّ آذانهم عن مطالب «أهل الخيمة». لذا، ما كان من الناشرين (31 داراً) سوى توقيع عريضة، أعلنوا فيها إغلاق أجنحتهم «احتجاجاً على عدم تلبية إدارة المعرض» مطالبهم. العريضة التي لم تلقَ صدى لدى المنظّمين أيضاً، دفعت بأصحاب الدور إلى إقفال أجنحتهم بالشريط الأحمر أول من أمس، ثم أزالوه بعدما وعدهم الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو بإيجاد حلّ مع المنظّمين الذين سجّلوا أسماء «التلامذة المشاغبين» بهدف حرمانهم من المشاركة مستقبلاً إذا استمرّوا في «تشويه صورة المعرض»! هكذا، أسفت الشاعرة العراقيّة أمل الجبوري ورئيسة «ديوان الشرق الغرب» على هذا «الوهم الثقافي» المدعو بيروت، فوضّبت جناحها وكانت أول المغادرين. وبينما كان بعض الدور لا يزال يأمل بالتوصّل إلى حلّ، لم يبدِ المدير العام لمعرض الكتاب سميح البابا أي أسف على الدور التي ترحل، فـ«المعرض يسير معها أو من دونها». وكانت العديد من هذه الدور قد ألغت حفلات توقيعها لعدم صلاحية جناحها لاستقبال الزوّار، كما أنّ دار «ملامح» مثلاً ستستعين بجناح «مؤسسة جورج حاوي» لإقامة حفلات التوقيع!