حسين بن حمزة ليس هناك ما يمنع أي دولة من أن تحجز جناحاً واسعاً وتختار له موقعاً بارزاً؟ المشكلة أن هذه الأجنحة لا تبيع كتباً. إنها موجودة كزينة أو صفة رمزية فقط. ثمة إصدارات معروضة فيها، لكنها ممهورة بلافتة كُتب عليها: «للعرض فقط». كذلك فإن هذه الإصدارات قديمة وتتكرر كل سنة. الجناح الكويتي، مثلاً، يعرض أعداداً من سلسلة «عالم المعرفة» و«إبداعات عالمية» إلى جانب أجزاء متفرقة من معجم «تاج العروس». تُرى ما معنى أن تشارك في معرض للكتاب ولا تبيع إصداراتك فيه؟ يبدو أن سؤالاً بسيطاً كهذا لم يخطر في بال أصحاب هذه الأجنحة ولا في بال منظمي المعرض نفسه. أغلب الظن أن إدارة المعرض تعامل المشاركات «الخليجية»

أين عبده خال ورجاء عالم وليلى الجهني؟

كما تفعل مطاعمنا ونوادينا الليلية مع السائح الخليجي، فتمنحها معاملة خاصة، متناسيةً أن المعرض مناسبة ثقافية للدول المشاركة كي تُبرز ثقافاتها وإبداعاتها، وليس موعداً نردُّ فيه الجميل لأشقاء يقفون إلى جانبنا ويريدون الخير لبلدنا.
نتذكر حديث الناشرين اللبنانيين عن التطور النوعي الهائل الذي يلمسونه في معارض الرياض وأبو ظبي والشارقة، ونقول لأنفسنا: لِمَ لا يفكر أشقاؤنا هناك في إظهار تطورهم في معرضنا. لِم لا يشاركون بجدية وحيوية تلائم الصورة التي ينبغي أن يظهروا بها؟ لِمَ لا تحضر التجارب التي تمثل الثقافة الراهنة وطموحاتها وسجالاتها هناك؟ نريد أن نرى عبده خال ورجاء عالم وأحمد الملا ومحمد الحرز وليلى الجهني وعبد الله ثابت... من السعودية، وعبد العزيز الجاسم وخالد البدور وأحمد راشد ثاني ونجوم الغانم... من الإمارات، وسعدية مفرح ونشمي مهنا وصلاح دبشة... (الكويت).
نريد للمعرض أن يكون موعداً لتظهير اللحظة الإبداعية لدى زملائنا في الخليج، بدلاً من هذه الأجنحة الواسعة التي تصفِّر فيها الريح.