محمد عليبعد فرض وزارة الإعلام شروطاً قاسية على رخص الصحافة الورقية، ازداد إقبال السعوديين على الشبكة الافتراضيّة في عام 2009. هكذا، احتلت الإنترنت حيّزاً مهماً من المشهد الإعلامي السعودي، وكان أبرز الفضاءات المستحدثة موقع «عناوين» الإخباري. لكن الفكر الغيبي وصل بدوره ليحاصر العالم الإلكتروني، إذ انطلق «نقاء تيوب» وهو شبيه بـ«يو تيوب» لكن بنسخة «حلال»، يسيطر عليها الشيوخ وصور العائلة المالكة السعودية. لكنّ محطات التلفزة تبقى الأكثر استقطاباً للمُشاهد السعودي. انطلاقاً من هذا الواقع، اختُتم عام 2009 بإطلاق أربع قنوات رسمية جديدة، اثنتان متخصصتان في شؤون القرآن والسنّة النبوية، واثنتان تتناولان مواضيع الاقتصاد والثقافة والحوار. وقد سبق هذه القنوات إطلاق قناة خاصة بالأطفال، تترأس إدارتها الإعلامية سناء مؤمنة. علماً بأنّ وصول امرأة إلى منصب مشابه مثّل سابقةً في تاريخ الإعلامي السعودي. كذلك أعلنت السلطات منح رخص لخمس شركات إذاعية لبدء البثّ. غير أنّ ما شغل الرأي العام السعودي، كان برنامج «أحمر بالخط العريض» على «الفضائية اللبنانية». إذ احتلّت قضية الإعلامية السعودية روزانا اليامي صفحات الجرائد، وخصوصاً أنها كادت تواجه ستين جلدة إضافة إلى السجن، بتهمة المشاركة في إعداد البرنامج، وتسهيل ظهور شخصيات في حلقة من البرنامج تناولت العلاقات الجنسية. لكن تدخُّل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز جاء لينقذ اليامي، فحوّل القضية إلى وزارة الثقافة والإعلام، لكونها الجهة المخوّلة، وفق نظام المطبوعات، بالنظر في الموضوع.
وكانت الحلقة قد أثارت موجة غضب عارم اجتاحت الشارع السعودي، وسببت إغلاق مكتب القناة في المملكة، واعتقال «بطل الحلقة» مازن عبد الجواد والحكم عليه بالسجن خمس سنوات وجلده ألف جلدة. كذلك حُكم على ثلاثة أشخاص ظهروا في الحلقة بالسجن لثلاث سنوات وجلدهم 300 جلدة.

احتلت قضية «أحمر بالخط العريض» صفحات الجرائد
من جهة ثانية، انتشر في السعودية ما يعرف بـ«جهاز الأسرة» الذي يهدف إلى مراقبة القنوات الفضائية بهدف تفادي «زعزعة تماسك الأسرة المسلمة وإدخال ثقافات غريبة متنافية مع أخلاقيات ديننا...». ويحتوي الجهاز على أكثر من أربعين قناة محافظة، والقاسم المشترك بينها هو «منع ظهور النساء، ومنع الغناء، والموسيقى».
وبعد التلفزيون، تأتي الصحافة المكتوبة. وقد بدأ العام مع إعلان صحيفة «الدولية» إقفال مكاتبها. كذلك حالت مشاكل مالية دون إصدار «الرأي»، أول صحيفة سعودية كانت ستُعنى بشؤون العمل البرلماني، فيما وافقت وزارة الثقافة والإعلام على تولّي الكاتب «المشاغب» قينان الغامدي، رئاسة تحرير جريدة «الشرق» التي تعدّ العدة للصدور.