محمد عبد الرحمنبعد فترة من الهدوء لم تدم أكثر من شهر، عادت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى مرمى نيران شيوخ الأزهر. إذ طالب الشيخ فرحات السعيد المنجي ــــ المستشار السابق لشيخ الأزهر ــــ بجلد الدغيدي وقطع لسانها بسبب تصريحاتها عن الزي الإسلامي. وذكرت صحيفة «المصريون» أنّ الشيخ أدلى بتصريحات لقناة «المحور» أكد فيها أن الدغيدي تعدّت كل الحدود، ولم يعد يردعها شيء في كلامها «المسيء للدين». كما رأى المنجي أن المخرجة المصرية تتمادى كل فترة «في هجومها على ثوابت الإسلام». وكانت الدغيدي قد وصفت الحجاب، بأنه مجرد عادة لتوفير ثمن مصفف الشعر وإخفاء عيوب الشعر والوجه. فضلاً عن تشبيهها ملابس الحجاج بلباس البحر. الجملة الأخيرة لم تثبت حتى الآن على الدغيدي التي يعتبرها رجال الدين المصريين صاحبة الصدارة في قائمة محدودة من الشخصيات التي تتطاول على الدين الإسلامي. وهي قائمة تضم أيضاً الصحافية إقبال بركة والكاتبة نوال السعداوي. وقال المنجي إن الدغيدي أصبحت تسير حسب المبدأ الشهير القائل «إن لم تستحِ، فافعل ما شئت»، متهماً وسائل الإعلام بفتح الباب أمامها للهجوم على الدين.
مطالبة بجلدها وقطع لسانها بسبب تصريحاتها عن الزي الإسلامي
وقد جدد هذا التصريح الانتقادات الموجهة إلى الإعلام الحكومي في مصر. فالدغيدي أطلت طيلة شهر رمضان الماضي على قناة «نايل سينما» الحكومية من خلال برنامجها «الجريئة». إثر ذلك، وجهت اتهامات إلى مسؤولي المحطة، بأنهم أنتجوا للمخرجة، التي تعاني من الفشل الجماهيري لأفلامها الأخيرة، برنامجاً لم يحقق أي عائد إعلاني بسبب عدم إقبال المعلنين على القناة في رمضان. كما أنه ليس هناك أي قناة خارج التلفزيون المصري طلبت شراء حقوق عرض الحلقات بما يسمح بتعويض الخسارة المادية.
وفيما يرى كثيرون أن الدغيدي تتعمد إطلاق التصريحات المسيئة للمتدينين في مجتمع محافظ بهدف التغطية على تراجعها كمخرجة في سوق السينما، تتصدر موقع «يوتيوب» والمنتديات، مقاطع فيديو تبرز تلك التصريحات. وأبرزها جوابها على الإعلامي طوني خليفة، حين سألها عن الحجاب، فقالت تلقائياً «يا رب متكتبهاش عليّ». إضافة إلى مقطع من حوار لها على قناة «أوربت» بحضور الكاتبة إقبال بركة، أبرز مناهضات الحجاب في مصر، تظهران وهما تتحدثان عن أن المثلية كانت منتشرة في البلاد العربية خلال القرون الأولى بعد الهجرة وظهرت بوضوح في قصائد من خلال مفردة «الغلمان». وهنا، تتدخل الدغيدي في الحلقة ساخرة بأن «الغلمان موجودون في الجنة». ويرى بعض النقاد أن المخرجة المصرية تُستخدم من جهات خفية، مباشرة أو غير مباشر لإثارة الجدل كل فترة مع غيرها من الشخصيات التي احترفت التصريحات المفخّخة من أجل إلهاء الرأي العام المصري عن قضاياه الكبرى. فيما طالب بعض الغاضبين شيخ الأزهر باتخاذ موقف حاد ضدّ الذين يسيئون إلى الإسلام أسوة بموقفه الصارم تجاه النقاب داخل المعاهد الأزهرية.