هالة سرحان راجعة... وفيكتوريا في الأحضان وسام كنعان
لليلة واحدة، لم يكن ممثلو الدراما السورية هم النجوم في الشام. سحب الممثلون المصريون البساط من تحت أقدامهم في افتتاح الدورة 17 من «مهرجان دمشق السينمائي الدولي»، فكان لحضورهم وقع خاص، وخصوصاً مشاركة يسرا التي كرّمها المهرجان. وتماماً كما راهنت إدارة المهرجان سابقاً على نبيلة عبيد وناديا الجندي، فهي تراهن في دورتها الحالية على يسرا وإلهام شاهين. كذلك كان لحضور الإعلامية المصرية هالة سرحان طَعمه. هذه الأخيرة قالت لـ«الأخبار» إنها حضرت إلى دمشق لتتابع تكريم يسرا وتتعرّف على فعاليات الدورة الجديدة من المهرجان. وقد اعتبرته سرحان واحداً من أهم المهرجانات العربية. أما الأهم فهو تلميحها إلى إمكان عودتها قريباً جداً ببرنامج جديد على شاشة «روتانا».
من جهته، وكالعادة، فضّل النجم محمود عبد العزيز الابتعاد عن الأضواء، رافضاً معاملته كممثّل مصريّ، غريب عن الشام «هذه بلدي وأنا رفيق «مهرجان دمشق» الدائم، لا تعاملوني كضيف ولن أضيف أكثر». ورغم مناشدته هذه، تهافت مراسلو القنوات العربية للقائه ولو سريعاً، في ظلّ إصرار النجم المصري على عبارة «أنا ما بتكلّمش».
إلى جانب السحر الذي أضفاه النجوم المصريون على حفلة الافتتاح، كان لحضور نجمة الإغراء أورسولا أندريس، وفتاة «جايمس بوند» الأولى في سلسلة الأفلام الشهيرة، تأثيره على الجمهور. وخصوصاً أن الممثلة السويسرية، كانت بمثابة «رسول الزمن الجميل» الذي مضى. إذ صرّحت في مؤتمر صحافي أنها لا تملك جهاز كومبيوتر في بيتها وإنها تكره التكنولوجيا وتميل إلى مشاهدة الأفلام ذات البعد الإنساني التي تبتعد عن تقنيات التكنولوجيا الحديثة. وحتماً لم تفاجئ الحاضرين عندما أعلنت بصراحة أنّها لا تعرف شيئاً عن السينما السورية.
كذلك أعطت النجمة الإسبانية فيكتوريا إيبريل شكلاً خاصاً ومرحاً للحفلات الرسمية. هكذا اعتلت منصة التكريم في حفلة الافتتاح وقالت للجمهور «السلام عليكم» ثمّ غنّت ورقصت، وصافحت المسؤولين السوريين و... جلست في أحضان بعضهم. وقد مثّل هذا الأمر عنصر مفاجأة للجمهور الذي تعوّد على اقتصار الحفلات الرسمية على الخطابات الرنانة.
وإلى جانب كلّ هؤلاء الفنانين، كان الحضور الأكثر بريقاً من نصيب المخرج العالمي إمير كوستوريتسا الذي تلقّى عبارات المديح من كل حدب وصوب، وخصوصاً من نجوم دمشق الذين يجيدون صياغة بعض جمل المديح باللغات الأجنبية. جلس صاحب Underground ليستمع مطوّلاً إلى إطراء نجوم دمشقيين باحثين عن العالمية!
أما الروائية السورية لينا هويان الحسن، فاستمرّت في عمليات بحثها عن نجمها المفضّل ألان دولون، لكن من دون جدوى. إذ إنّ ملك وسامة القرن العشرين لم يحضر المهرجان. مع ذلك، لم يغب الجمال عن المهرجان مع حضور سمية الخشّاب وميساء المغربي وحسين فهمي. وتفاجأ الجمهور حين قاطع هؤلاء كلمة وزير الثقافة السوري في الافتتاح وانسحبوا من الصالة. غير أنّ هذا الاحتجاج عاد ليتوضّح لاحقاً. تبيّن أن مغادرتهم القاعة لم تكن إلا لدخول الكواليس بانتظار تقديمهم إلى الجمهور كأعضاء في لجان تحكيم مسابقات المهرجان.
ورغم أن ضيوف المهرجان العالميين كانوا يتحركون بأريحية خلال وجودهم في دمشق، إلا أن نجوم مصر كانت لهم سياسة مختلفة تدعو إلى الغرابة بعض الشيء، فحضورهم لم يطل بعد اليوم الأول للمهرجان، وحاولوا التخفي طيلة الوقت وعدم الظهور إلا في المناسبات الخاصة كدعوات العشاء مثلاً. أو عرض الفيلم المصري «واحد صفر» لكاملة أبو ذكرى. الشريط الذي يشارك في مسابقة المهرجان الدولية للأفلام الطويلة، حضره نجوم مصر وبعض النجوم السوريين الذين صاروا يحسبون على أرض الكنانة، فهم يتحدثون لهجة أهلها، حتى في سوريا.
وتبع عرض الفيلم ندوة حوار كانت يسرا أول المتحدثين فيها. وأشادت بالفيلم وبأداء زملائها أبطال الشريط خالد أبو النجا وزينة وإلهام شاهين ونيللي كريم. فيما ركّزت جميع الآراء المتتالية على المديح، من دون ترك فرصة لأحد بأن ينتقد الفيلم. وعمّ الغضب القاعة عندما قال أحد الصحافيين الحاضرين إنّ الكلام خلال الندوة اقتصر على المجاملات. هكذا انتفضت يسرا وطلبت من الصحافي أن يكف عن التحدث ويطلب المغفرة عما اقترفه لسانه. ثم طلبت منه ألا يتكلم إلا عن نفسه. وسرعان ما تركت النجمة المصرية الصالة التي عقدت فيها الندوة بطريقة استعراضية خطفت الأضواء حتى مع رحيلها!


zoom

مقاطعة واتهامات متبادلةأما في ما يخص مقاطعة بعض نجوم السينما السورية للمهرجان، بينهم محمد ملص ونبيل المالح وعمر أميرالاي وبسام كوسا(لصورة)، فلم يردّ الأحمد عليهم لأنه «لا وقت لهؤلاء إلا الجلوس في المقاهي» كما قال. ولم يتوان الأحمد عن تخوين بعض الذين يدعون إلى إيقاف المهرجان، واتهامهم بعدم الوفاء وقلة الشرف والأخلاق حسبما قال.
من جهته، اختار المخرج نبيل المالح هذه المرة شكلاً جديداً للمقاطعة تتمثل في اجتماع بعض الفنانين المقاطعين في بهو «فندق الشام» الذي يستقبل الوفود المشاركة في المهرجان. كما أصدر هؤلاء بياناً شجبوا فيه ما يحصل في المهرجان واعتبروا ما يحصل دجلاً في الوقت الذي يتدهور فيه حال الإنتاج السينمائي السوري لترتفع القرقعة الخاوية لصخب المهرجان الذي يغطي على سوء الحال السينمائية في سوريا وفق ما جاء في البيان. وكان من بين الذي أصدروا البيان الكاتب فؤاد حميرة والممثلة سحر فوزي التي قاطعت المهرجان لكنها كانت موجودة مع ضيوفه في «فندق الشام». كما أبدى المالح سعادته بضيوف المهرجان، بينما أخذ النجم بسام كوسا شكلاً مختلفاً للمقاطعة. فقد صرح لـ«الأخبار» قائلاً: «مؤسسة السينما من منسياتي ما دام هناك إدارة فاسدة على رأس عملها، والأمر متروك بأيدي المعنيين، ولن أرد على محمد الأحمد ما دام معروفاً عنه أنه يسخف الأمور ويدخلها في إطار شخصي». فيما نفى كوسا أن يكون قد شارك في الاعتصام الذي أقيم في «فندق الشام» أو وقع البيان الذي أصدره بعض الفنانين السوريين. وختم النجم السوري حديثه باستغراب لتجاهل الصحافيين السوريين أثناء المؤتمر، عملية دخول الرقابة وتفتيش مبنى مؤسسة السينما في وقت بدأت رائحة الفساد تفوح من المؤسسة.