ولكن هل نسي المصريون قيمة وردة في القاهرة؟ وهل باتت قيمتها الفنية مرتبطة بمباراة كرة قدم؟ للتذكير فقط، فإنّ وردة هي صاحبة أول أغنية وطنية بعد «حرب أكتوبر» (1973)، تلك الأغنية التي أنشدت فيها على الربابة مع بليغ حمدي لـ«مصر بلادي... الحلوة بلادي... السمرا بلادي». إضافة إلى أغانٍ أخرى تعتبر جزءاً أصيلاً من التراث الفني المصري. هكذا يمكن القول ببساطة، إنّه عندما تكون وردة صاحبة كل هذا التاريخ، فلا يمكن تحميلها تبعات الغضب المصري تجاه الجزائر.
غير أنّ وردة ليست «المتّهمة» الوحيدة في الشارع المصري. حملات بعض الإعلاميين والفنانين المصريين، بلغت حدّاً مضحكاً. مثلاً، قررت قناة «مزيكا» عرض الحفلة التي جمعت الشاب خالد ومحمد منير قبل مباراة مصر والجزائر، ولكن... مع حذف الجزء الذي غنّى فيه الشاب خالد!
نسي الجميع أنّها صاحبة أول أغنية وطنية بعد «حرب أكتوبر»
الأمر نفسه حاول بعضهم تطبيقه على أحمد مكي وشقيقته إيناس مكي كون والدهما جزائرياً مقيماً في دبي، لكن دعوات مقاطعتهما سقطت سريعاً. إذ كيف يمكن معاقبة صاحب شخصية «هيثم دبور» الشهيرة التي لا يمكن من يعرفها أن يشك للحظة في مصرية صاحبها.
كذلك تعرّض الإعلامي في قناة «الجزيرة» أحمد منصور لهجوم عنيف على موقع «فايسبوك» لأنه كتب مقالةً في جريدة «الشروق» الجزائرية بعد الأزمة. بينما جاءت أطرف أشكال المقاطعة من «المفتش كرومبو» شخصية الإعلانات الكارتونية الشهيرة في مصر. إذ حذفت الشركة المنتجة رقم الجزائر من قائمة أرقام الجمهور، بالتالي لن يستطيع أي جزائري الاتصال وحل
المسابقة.