بعد منعه أخيراً من الغناء في شارع الحمرا، ها هو يستعد لمجموعة من الأعمال الفنية أبرزها مسرحية لإلياس الرحباني وحفلتان موسيقيتان... ويُعلنها حرباً شعواء على ميشال المرّ!
ليال حداد
غسان الرحباني سيغادر OTV، ومنعه من الغناء في شارع الحمرا لن يمرّ مرور الكرام. هذا ما أكده الرحباني الابن في حديث مع «الأخبار»، مشيراً إلى أنّ مشكلة البعض معه هي بسبب انتمائه السياسي العوني.
في «استديو الياس الرحباني» في منطقة النقاش، يجلس غسان محاطاً بصور زوجته وبناته الثلاث وصورة الجنرال ميشال عون بلباسه العسكري. يتكلّم في الفنّ والسياسة والثقافة، مشدداً على ضرورة «نقل كلامه كما هو من دون تخفيفه كما يحصل عادةً في المقابلات الصحافية».
البداية طبعاً، من مشكلة منعه من الغناء في «مهرجان الحمرا». لا يبدو الموضوع ملتبساً على الرحباني. المشكلة أنّ «المديرة العامة لوزارة السياحة ندى سردوك ورئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني لا يريدان عونياً يغنّي في شارع الحمرا». يستفيض في الحديث عمّا واجهه خلال التحضير لحفلته في الحمرا، ويؤكّد أن لسردوك مشكلة شخصيّة مع آل الرحباني. إذ سبق أنّ أثارت مشاكل عدّة مع الياس الرحباني خلال تحضيره أغنية «نزلت حبة لولو» الترويجية لمصلحة وزارة السياحة. غير أن غسان يعتبر أنّ لا أحد يستطيع منعه من الغناء في الحمرا، «هذا الشارع أسّسه الرحابنة في البيكاديللي». وتأكيداً على كلامه، يذكّر بالحفلة التي أقامها زياد الرحباني بمشاركته، في الذكرى الـ27 لانطلاق «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» الشهر الماضي في مسرح «المدينة».
وإذا كانت مشكلة غسان وشارع الحمرا قدّ مرّت وانتهت مفاعيلها، فإن الاهتمام ينصبّ الآن على مصير برنامجه «غنّي مع غسان» الذي قدّم منه ثلاثة مواسم على الشاشة البرتقالية ثم توقّف قبل الانتخابات النيابية. الأكيد أن البرنامج لن يعود إلى OTV، بل إنّ المشاورارت جارية حالياً بين غسان ومحطات أرضية وفضائية لعرضه. «لا مشكلة بيني وبين OTV» يقول، ويؤكّد منعاً للشائعات التي ستلي انتقاله إلى محطة أخرى «تركي المحطة لا يعني أنني لم أعد عونياً».
غير أنّ لغسان رأيه بالبرامج التي تبثّها المحطة وهي لا تعجبه بكل بساطة. «شعار العماد عون هو الإصلاح والتغيير. والإصلاح يجب أن يكون على كل المستويات». هكذا، يعتبر غسان أنّه ينبغي لـOTV أن تكون اليد الثانية التي تصفّق مع الجنرال، «لا أن تبثّ برامج عن السحر والشعوذة وتفسير الأحلام والتبصير». ويبدي غسان عتباً واضحاً على القناة، وخصوصاً في ما خصّ برنامج الزجل «أوف» الذي بدأ بثّه أخيراً. «الفكرة هي فكرتي. عندما استضفت الياس داغر في إحدى حلقات «غنّي مع غسان» اقترحت أن نقدّم برنامجاً خاصاً بالزجل». غير أنّه عاد ليفاجَأ بإعلان ترويجي لبرنامج «أوف» من دون علمه.
هكذا، ينتقد غسان أداء الشاشة البرتقالية من دون أن يكون على خلاف مع أيّ من إدارييها، لكنّه يقول إنّه قدّم الكثير للمحطة، «هناك مَن لم يفهم ولم يقدّر مجيء زياد الرحباني أو الياس الرحباني إلى OTV للمشاركة في برنامجي». هل هذا سبب مغادرته المحطة إذاً؟ «إنهم لا يرون في البرنامج سوى المصروف، ويريدون خفض ميزانيته أكثر، وأنا لن أقبل بذلك».
سيعود غسان إذاً إلى الشاشة الصغيرة، لكنّ مشاريعه الفنية الحالية تبدو أكبر من ذلك. بعد صدور ألبومين غنائيين باللغة الإنكليزية، ها هو يعمل على إخراج مسرحية «إيلا» لوالده الياس الرحباني. تجري أحداث المسرحية (التي كتبت عام 1988) في عام 1544، وتدور أحداثها حول مدينة إيلا حيث يعيش سكّانها بفرح. غير أنّه كل عام يأتي ممثل الشرّ ويأخذ إحدى فتيات المدينة ممن بلغن 18 سنة ذبيحة وثمناً للفرح، «إنّه صراع بين الخير والشرّ وقصة لا مثيل لها في المسرح اللبناني». غير أنّ المسرحية التي تبدو للوهلة الأولى تقليدية ذات طابع اجتماعي، تحمل في تفاصيلها بعداً سياسياً «ينطبق على وضعنا الحالي» يعلن غسان.
إلى جانب أهمية هذه المسرحية من الناحية الفنية، يعتبرها غسان تحدياً لوالده الذي ينتظره الجمهور لرؤية ما سيقدّمه مسرحياً بعد غياب الأخوين رحباني. «كان والدي يفضّل ترك الساحة المسرحية لشقيقَيه، ثمّ لمنصور وحده، رغم أنّه قدّم بعض الأعمال». العمل من بطولة عبير نعمة وجهاد الأندري وجيلبير جلخ وأليكو داوود ونهلا عقل داوود... يذكر أن غسان يتحضّر لحفلتَين، أولاهما في «هارد روك كافيه» (بيروت) في 22 الحالي. والثانية في 25 أيضاً من هذا الشهر في عيد «الحزب الشيوعي اللبناني».


همّه البيئة... و«بو الياس»!

يبدو كل شيء في حياة غسان الرحباني مسيّساً: في مكتبه شالٌ برتقالي خاص بـ«التيار الوطني الحرّ». أما خلفيّة حاسوبَيه الاثنين، فبرتقالية أيضاً! أما حديثه عن الانتخابات النيابية الأخيرة، فموضوع آخر. «أنا لم أترشّح للانتخابات النيابية كي أدخل العالم السياسي.
كل ما يهمّني هو البيئة والإنماء». إلا أنّه يعرب عن تشاؤمه في ما يتعلّق بالطعن المقدّم من جانبه ضدّ نيابة ميشال المرّ أمام المجلس الدستوري «كبّري عقلك» يقول ساخراً. لكنّ هذا لن يمنعه من الترشّح بعد أربع سنوات عن المقعد نفسه «ما دام ميشال المرّ أو أي شخص من آل المرّ يترشّح، فسأترشّح في وجهه».


مصير 4 cats