عمان ــ أحمد الزعتري
لماذا هُمّشت التجارب الشعريّة المهمّة؟
في الجانب الأدبيّ، قدّم وليد أبو بكر ندوة «القدس في الأدب الفلسطينيّ» في «المركز الثقافي الملكي»، متحدّثاً عن نماذج روائية لمقاربة أجواء المدينة، متوقفاً عند رواية سحر خليفة «صورة وأيقونة وعهد قديم». ورأى أن شخصية الرواية تحرّكت داخل المدينة بـ«دهشة الصبية القادمة من المهجر، لتكون أقرب إلى الدخول السياحي، فهي تتقافز أمام الأماكن التي تتكرّر من جديد». فيما قدّم عبد السلام نخلة ندوة «القدس في ألف حكاية وحكاية». وفي رابطة الكتاب، قدّمت بسمة النسور ندوة «صورة القدس في روايات سحر خليفة»، إضافة إلى محاضرة «القدس مركزاً ثقافياً للشعب الفلسطيني» قدمها أنطوان شلحت، وندوة «المتغيرات التي أحدثتها إسرائيل في القدس» قدمها خليل تفكجي، فيما قدّم الشعراء هلا الشروف، نصوح بدران، عبد الناصر صلاح، أمسيات في المحافظات.
الباحثة الفلسطينيّة فيحاء عبد الهادي ترى أنّه كان ممكناً الإفادة من «الأسبوع» بطريقة أفضل. في الجانب الفلسطينيّ، «لم يكن هناك استعداد كاف». أما أردنيّاً، فترى عبد الهادي أنه لم يُسوّق الأسبوع جيداً، «خسارة أن تمرّ هذه الفرصة من دون التعريف بكتّاب جدد مثلاً».
لا يقتصر الأمر على إقصاء الشباب، بل هناك إحساس بتجنّب التجارب المهمّة في الشعر. كيف يمكن الحديث عن الشعر الفلسطينيّ الآن من دون ذكر غسان زقطان وزكريا محمّد مثلاً؟ وكيف تُختزل الثقافة الفلسطينيّة في زجل شعبيّ وحرف يدويّة، بينما تُقصى السينما والموسيقى المعاصرة والفنون التشكيليّة؟ لكن يبدو أنّ هناك اتفاقاً أردنياً ـــــ فلسطينيّاً رسميّاً على أن الثقافة هي تراث، متناسين أن الاعتناء بالتراث على حساب المعاصرة يقصي أجيالاً كاملة ويشعرها بالغربة، ويضعنا مباشرة خارج الزمن، كما نحن الآن.