قبل أن يغادر القاهرة إلى باريس مرشَّحاً في انتخابات «الأونيسكو»، صرّح وزير الثقافة المصري فاروق حسني بأنّه لن يجري تغييرات في الوزارة حتى لا يفرض على «من يتحمّل المسؤولية بعده» شخصيّات لا يرغب فيها. لكن بعد عودته بخفيّ حنين من معركة «الأونيسكو»، صار مجبراً على اختيار مسؤولين في المناصب الشاغرة أو ما سمّاه «خطة ملء الفراغات داخل الوزارة»!الأسبوع الماضي، تداولت المواقع الإلكترونية شائعات التغيير. وكانت البداية عبر موقع «فايسبوك»، حين كتب أحدهم عن تعيين أحمد مجاهد رئيساً لـ«هيئة الكتاب» بدلاً من ناصر الأنصاري، ثم تعيين رئيس «أكاديمية الفنون» سامح مهران بديلاً لأحمد مجاهد. لم تصمد الشائعة طويلاً. إذ نفت مصادر داخل الوزارة الأمر، وخصوصاً أنّ مجاهد لم يمض على تسلّمه عمله في الهيئة أكثر من عام. كما أنّ قرار إقالة الأنصاري من هيئة الكتاب يُعد صعباً لأن تعيينه جاء بقرار من رئيس الوزراء وسيغادر إلى التقاعد بعد أربعة أشهر فقط. ثلاثة مناصب داخل الوزارة يحتلها الناقد السينمائي علي أبو شادي: المدير العام للرقابة على المصنّفات، ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والأمين
المسؤول عن حملة فاروق حسني في «الأونيسكو» فاز بمنصب في الوزارة
العام للمجلس الأعلى للثقافة. حسم الوزير اثنين من هذه المناصب عبر تعيين أشرف زكي رئيساً لقطاع الإنتاج الثقافي وإسناد جهاز الرقابة إلى سيد خطاب. وقد عُيِّن الفنان توفيق عبد الحميد رئيساً لـ«البيت الفني للمسرح» بديلاً لأشرف زكي. أما منصب الأمين العام لـ«المجلس الأعلى للثقافة» فلم يُحدَّد بديل لأبو شادي، وإن كانت الشائعات رشحت الكاتب المسرحي محمد سلماوي الذي تجاوز سن التقاعد فعلياً، ما يجعل تعيينه مستحيلاً. الأقرب إلى المنصب هو عماد أبو غازي الذي عمل نائباً للأمين العام لأكثر من 12 عاماً ويحتفظ بعلاقات جيدة مع المثقفين المصريين. لكن الأمر لا يخلو من مفاجآت ولا سيما أنّ سياسة حسني طوال الـ22 عاماً فى الوزارة تعتمد على «سياسة التحريك فوق رقعة شطرنج» عبر انتقال الأشخاص في مناصب متعددة داخل الوزارة، ما يعطى إيحاءً بأن هناك تغييراً لكنّه غير موجود على أرض الواقع. أما حسام نصار، المسؤول عن إدارة الحملة الإعلامية للوزير في انتخابات «الأونيسكو»، فقد استحدث له حسني إدارة داخل الوزارة هي «إدارة المشروعات الكبرى» التي تُعنى بـ«الدراسات الاستراتيجية للوزارة وستكون بمثابة الكشاف الذي يسلط الضوء على أماكن القصور في الوزارة».محمد...