ليال حداداليوم يتحرّك أكثر من ستة آلاف مدوّن حول العالم و11 مليون متصفّح، ضدّ تغيّر المناخ في العالم بدعوة من موقع blog action day. وقد خصّص هذا الأخير تحرّكه هذا العام، لموضوع التغيّر المناخي، فيما اختار الموقع العام الماضي، موضوع الفقر. ويشارك 134 بلداً في هذا التحرّك، بينها لبنان والسعودية ومصر وغيرها... ويكتب كلّ مدوّن جملة أو تعليقاً أو مقالة عن أكثر المواضيع البيئية إلحاحاً في العالم (التغير المناخي)، بهدف زيادة الوعي ونشره في العالم عن مخاطر الكارثة المقبلة على الأرض إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه.
كذلك، فإنّ القيّمين على هذه الحملة والمدوّنين المشاركين يطمحون إلى إيصال صوتهم إلى قمّة كوبنهاغن التي ستعقد في 18 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. إذ يجتمع زعماء العالم في السويد للوصول إلى اتفاقية عالمية جديدة.
غير أن تحرّك المدوّنين لا يبدو يتيماً، في ظلّ ما يشهده العالم من كوارث بيئية. وها هو فيلم The Age Of Stupid للمخرجة البريطانية فراني أرمستورنغ، يجول العالم وقد عرض أخيراً في «مهرجان أبو ظبي».
تدور أحداث الشريط في عام 2055، أما البطل فهو الرجل الوحيد الباقي على الأرض، ويعود بالزمن إلى الأسباب التي أدّت إلى نهاية العالم من دون أن يتحرّك أحد.
هكذا يعود الرجل إلى بداية القرن الواحد والعشرين. هنا رجل هندي، يبيع تذاكر الطيران بأسعار رخيصة جداً، ظنّاً منه بأنه يساعد في تحسين الاقتصاد الهندي. غير أن الرجل لا يدرك أن الكاربون الذي تصدره الطائرات هو من أكبر أعداء المناخ. وتتوالى الشهادات، رجل يروي تجربته في العمل في البحث عن النفط، وآخر يتحدّث عن ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الألب.
تقرع إذاً أرمسترونغ جرس الإنذار، مصوّرة حياة البشر بعد أقلّ من خمسين عاماً. فتصوّر مدن العالم غارقة في خرابها. لندن مغمورة بالمياه، ولاس فيغاس أشبه بصحراء، وسيدني تحترق والنيران تلتهم شوارعها وأبنيتها.
هذه هي الصورة التي تنقلها إلينا المخرجة البريطانية، في تنبيه ودعوة للتحرّك، تزامناً مع المؤتمرات العالمية التي تعقد بهدف وقف تغيّر المناخ أو الحدّ من أضراره.
يذكر أنّ المرشّح للرئاسة الأميركية السابق آل غور، قدّم سابقاً فيلماً بعنوان «حقيقة مزعجة» An Inconvenient Truth تحدّث فيه عن مشكلة الاحتباس الحراري. غير أنّ منتقديه رأوا أن غور ركّز على الدراسات والإحصاءات من دون أن يدخل في عمق المشكلة.