محمد عبد الرحمن«الجزيرة»، وتحديداً ضدّ برنامج «الاتجاه المعاكس»، مطبّقةً بذلك المثل الشهير «أنا وابن عمي على الغريب». فالبرنامج شهد يوم 20 تشرين الأول (أكتوبر) حلقةً ساخنةً، تضمنت هجوماً غير مسبوق شنّه الداعية السوري عبد الرحمن كوكي على شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي. بعد هذه الحلقة، اعتُقل الداعية السوري بتهمة تخريب العلاقة مع دولة عربية والإساءة لشخصيات دينية مرجعية وبتهمة التحريض الديني. ما فسّره بعضهم بأنّه محاولة سورية لتفادي وقوع أزمة دبلوماسية جديدة مع مصر تكسر حالة الهدوء البارد التي تسود علاقة البلدين في الآونة الأخيرة.ثم سرعان ما دخل على الخط الداعية خالد الجندي من خلال قناة «أزهري» وشنّ هجوماً مضاداً على الكوكي مستضيفاً الباحث في الشؤون الإسلامية عبد الرحيم علي الذي كان في مواجهة الداعية السوري في الحلقة التي سبّبت الأزمة على «الجزيرة». وتكرر الهجوم على الإعلامي فيصل القاسم ومطالبته بالابتعاد عن الرموز المصرية والتوقّف عن جذب الاهتمام إلى برنامجه «الاتجاه المعاكس» بالهجوم على مصر ومناقشة قضايا قطرية ساخنة.
أما رد الصحف المصرية فتركّز على ما حدث في «الاتجاه المعاكس»، فالاختلاف مع شيخ الأزهر لا يعني إطلاقاً الصمت إزاء الحملة العنيفة والألفاظ المعيبة التي وجهها له عبد الرحمن الكوكي. إذ وصف الأخير طنطاوي بأنه اغتال الأزهر معلناً وفاته على الهواء مباشرة ومؤكداً أنه سيتقبّل التعازي في المشيخة على موقع «الجزيرة نت». وأضاف عبد الرحمن الكوكي «تحية إلى صاحبات الرفعة والفخامة، المسلمات المنقبات والمتحجبات المتجلببات اللواتي يرفضن الانسياق وراء الطرح الصهيوأميركي الذي جاء على لسان ما يُسمّى بشيخ الأزهر». ثم تساءل الكوكي لماذا اختار شيخ الأزهر هذا التوقيت؟ ليجيب بأنّ طنطاوي كان يريد التستّر على الخونة والانتهاكات التي تحصل في فلسطين، فتصريحاته تزامنت مع تقرير غولدستون والهجوم على الأقصى وتهويده و«الهجوم الصليبي الأوروبي السافر على حجاب المرأة».
أما الباحث في الشؤون الإسلامية عبد الرحيم علي فردّ بقوة خلال الحلقة رامياً الكرة في ملعب السياسة بعدما طالب الكوكي بأن ينصح زوجة الرئيس بشار الأسد بالحجاب أولاً، فيما أكدت الأقلام الغاضبة من الحلقة أن فيصل القاسم لعب كعادته دور المنحاز ولم يسمح للضيف المصري بالدفاع عن شيخ الأزهر.


دعوى على المحطّة