بيار أبي صعبإنّه ابن تلك المحرقة، كما يتردّد دائماً عند تقديم صاحب «صناعة الهولوكوست» (بالعربيّة عن «دار الآداب») الذي تجرّأ على المحظور، وكرّس فكره وحياته لإدانة خطاب الترويج لسياسة المحو والإبادة التي اقترنت بقيام إسرائيل. والليلة، سيكون بوسع قرّائه أن يكتشفوه عن قرب، في فيلم «محاكمة نورمان فنكلستين». الأميركيّان

نورمان فنكلستين فاضحاً أكاذيب الدعاية الصهيونية

نيكولاس روسييه ودايفيد ريدغن يقدّمان لنا بورتريهاً أميناً للرجل: يرافقانه في أسفاره ومعاركه، ينبشان الأرشيف، يعطيان الكلمة لمؤيديه (نعوم تشومسكي)، ولمعارضين يعتبرونه متهوّراً كارهاً ليهوديّته وساعياً إلى رواج شبيه بالـ«شوها بيزنس» الذي يدينه... نكتشف نورمان فنكلستين في لحظات بوح وتأمّل، أو جلسات نقاش حامية. جدليّ ونقدي وقاطع في مواقفه. يردّ في مدرج جامعي، على متداخلة أرادت إحراجه بالمحرقة... يجول على جامعات أوروبا وأميركا واليابان، يقفز بين الندوات والاستوديوهات، وصولاً إلى «المستقبل» حيث تستضيفه نجاة شرف الدين. في مخيّم شاتيلا، برفقة زميلنا سماح إدريس، مترجمه وناشره وصديقه، يعلن: «حزب الله يحمل لنا الأمل». ونكتشف معاناته وعزلته في أميركا، حيث الاصطدام بالخطاب المهيمن، يكلّف ثمناً باهظاً. لقد رفضت جامعة «دي بول» ترقيته وتثبيته في الملاك، بعدما فضح الانتحال في كتاب الداعية الصهيوني ألن ديرشوفيتز. يسطو صاحب The Case For Israel على استشهادات من كتاب بروباغندا صهيوني شهير، هو «في قديم الزمان» لجوان بيترز. وكان فنكلستين قد عرّى أكاذيب مؤلفته خلال الثمانينيات، في أطروحته الجامعيّة...