دمشق ــ وسام كنعانرغم أنّ أغلب العاملين في قطاع الدراما بدأوا يتخطّون بيئتهم إلى إطار عربي شامل، بات معروفاً أنّه بعد كل موسم رمضاني، ستتعالى بعض الأصوات مقوّمةً التجربة السورية في الدراما المصرية، وخصوصاً مع ازدياد المساحة التي بدأ يحتلها الممثّلون السوريون ومعهم مجموعة من المخرجين، الذين برزوا وأبدعوا في مصر. لكن بعيداً عن تقويم تجربة هؤلاء وما حققته هذه الأعمال من نجاح أو فشل، لا بدّ من العودة إلى ما نُقل عن لسان أحد النجوم المصريين مرةً. قال يومها إنّ سائق تاكسي مصرياً يستطيع أن يعطي عمقاً لشخصية مصرية أكثر من أي ممثل سوري، لأنّه قادر على أن يحكي عن التفاصيل التي تعيشها بلاده أكثر من شخص لا يلمس هذه التفاصيل نفسها عن قرب. وهذا الكلام صرّح به أيضاً أكثر من فنان سوري، وقد يفسّر سبب تقصير بعضهم في أدائهم في مصر، وخصوصاً إذا كان هذا الفنان مُخرجاً، مهمّته قيادة الفيلم من دون إرشادات أحد. إذ إنه لن يكون على دراية تامة ببيئة العمل الذي يخرجه. هذا فضلاً عن تعاون هذا المخرج أحياناً مع ممثلين كبار أمثال يحيى الفخراني أو إلهام شاهين. إذ يُعدّ هؤلاء جزءاً من القرار الفني في مسلسلاتهم. ولعلّ هذا التعاون بين الممثلين المصريين والمخرجين السوريين في اتخاذ القرارات، دفع نجوم مصر إلى تجديد العمل مع مخرجي الشام.
لكن لحظة. لنحاول لوهلة قلب المشهد، وتخيّل مخرجين مصريين يعملون في الدراما السورية، رغم صعوبة الأمر. يستطيع المتابع أن يجزم بأنّ أي مخرج مصري ـــــ مهما بلغت إمكاناته الفنية ـــــ سيعجز عن تقديم مسلسل عن البيئة الشامية مثلاً، ويفرّق باب توما عن باب شرقي. كذلك لا يستطيع مخرج آخر أن يقود مسلسلاً كـ«الانتظار» مثلاً ـــــ الذي أرسى موضة الدراما السورية الدارجة المتمثّلة في العشوائيات ـــــ حتى لو كان ابن عشوائيات مصر. وذلك لأن اختلافاً واضحاً يحكم البيئتين. وهنا طبعاً يجب استثناء المخرج شوقي الماجري. إذ إنّه مثال يدحض كلّ ما سلف، لكونه تونسي الجنسية لكن سوري الهويّة في كل ما قدم من أعمال فنيّة.
هكذا، يمكن القول إنّ تقصير بعض المخرجين السوريين في عملهم في مصر، سببه رؤية قاصرة عن زملائهم المصريين، نتيجة عدم خبرتهم في التفاصيل الدقيقة للمجتمع الذي يصوّرونه. وهذا الكلام لا ينسحب على الدراما التاريخية، أو دراما السيرة كونهما تتجاوزان ـــــ إلى حدّ ما ـــــ موضوع البيئة والتقاليد الخاصة بمجتمع ضيّق.


باسل الخطيب: «الشرقاوي» نجح

يرى باسل الخطيب (الصورة) مخرج «أدهم الشرقاوي» أنّ المسلسل لاقى قبولاً لدى النقاد والجمهور المصري. وعما يثار عن ضعف المخرج السوري في قيادة عمل بيئي مصري يقول لـ «الأخبار»: «لا يجوز النظر إلى المخرج السوري على أنه ابن الدول الاسكندنافية. هو قادر على بناء رؤيا عن أي عمل عربي لأنّه ليس غريباً عن هذه المجتمعات». ويسوق مثالاً على كلامه فيلماً يعدّه الخطيب أهم ما قدم عن فلسطين عربياً، وهو «المخدوعون» للمصري توفيق صالح، عن رواية غسان كنفاني. لكنّّ كلامه لا يبدو مقنعاً كفاية، فـ«المخدوعون» عالج قضية عربية محورية ذات بعد عام يهم العرب جميعاً.