بيار أبي صعبحين نظمت غادة واكد Badguèr I في حيّ برج حمود الشعبي البيروتي، اقترحت على رفيق دربها، جيلبير الحاج، أن يشتغل على مشروع له علاقة بالجالية الأرمنيّة. هكذا بدأ الفنان الفوتوغرافي رحلته في أعماق المجتمع الأرمني حسب طريقته المعهودة في رصد السمات الأنتروبولوجيّة المختلفة التي تغذّي مشاريعه القائمة على التسلسل والاستعادة والتكرار، والتنويع على فكرة أو ثيمة معيّنة ضمن إطار محدّد في الزمان والمكان. في كل بيت أرمني زاره وجد مكتبة، وآلة موسيقيّة... وصورة أو لوحة لجبل أرارات. بدت الفكرة الأخيرة مغرية: الجبل المكلّل بالثلوج الأبديّة الذي يقال إن نوح حطّ على قمّته بعدما نجا من الطوفان، بات تمثيلاً لهويّة مقتلعة حملها الناجون من المجزرة إلى أوطان الشتات. راح الفنان يتقصّى الآثار البصريّة المختلفة للجبل الشهير (بشقيه الأكبر والأصغر) على الحدود بين أرمينيا وتركيا وإيران. النتيجة طبعاً مدهشة كالعادة في أعمال جيلبير. الكاميرا تواجه المشهد الصامت، دائماً على المسافة نفسها من موضوعها، وتحت إضاءة محايدة قدر الإمكان. الجبل المقدّس هو في قلب المشهد دائماً، لكنّه أيضاً ذريعة لابتكار سلسلة تشكيلات بصريّة متقنة، باردة ظاهريّاً، مجردة من أية شحنات عاطفيّة أو انفعالات. المصوّر يصوّر صوراً معلّقة على جدران، ويعلّقها بدوره على جدران «نايلة كتّانة» في بيروت. عنوان المعرض «أرارات في بيروت»، يرافقه كتاب فنّي من الحجم الكبير، يضم باقة من تلك الصور في طباعة أنيقة تعطي لكل عمل مجاله البصري وتوصل إلينا تفاصيله الصغيرة.


حتى 28 أيلول (سبتمبر)، غاليري L'Ébéniste، فضاء كتّانة ــــ كونيغ، بيروت ـــ 738706/، 01 www.gilberthage.com