... وسقطت المحطة في امتحان الموضوعية. هذا أقلّ ما يقال عن أداء القناة العائدة، بعد تغطيتها للمناسبات القواتية الأخيرة
ليال حداد
هل تذكرون LBC في الثمانينيات؟ هل تذكرون تلك المحطّة التي كانت حينها رأس حربة وبروباغندا إعلامية لليمين المسيحي المتمثّل في«القوات اللبنانية»؟ اليوم، يبدو أنّ المشاهد سيترحّم على تلك الحقبة في ظلّ الانحياز الواضح وغير المبرّر لـMtv، المحطة العائدة تحت شعار الحيادية والموضوعية. وللأمانة هنا، يجب التذكير بما قاله رئيس مجلس إدارتها ميشال غبريال المرّ عشية عودة المحطة. إذ أكّد يومها أن «MTV ليست تابعة لأي طرف سياسي، وليست جزءاً من الصراع المسيحي».
لكن الواقع يُظهر عكس ذلك. وكان يجب انتظار الشهر الحالي، شهر المناسبات القواتية بامتياز، لتتوضّح سياسة المحطّة. البداية كانت مع الذكرى الـ27 لاغتيال بشير الجميّل (14 أيلول/ سبتمبر). بدأت القناة قبل أسبوع ببثّ إعلانات ترويجية للحدث، مع صور وخطابات الجميّل، مرفقة بأغنية «وعد يا لبنان»! مع اقتراب المناسبة، عرضت Mtv في نشرتها المسائية تقريراً بعنوان «21 يوماً من ولاية بشير الجميّل غيّرت وجه الوطن ومفهوم المواطنية». وتخلّلت التقرير شهادة لسمير جعجع، وتذكير بالرئيس الذي أراد بناء الوطن «الحلم».
حفلة شتائم وتحريض بمباركة فادي شهوان
بعد أسبوعين على هذه المناسبة، حلّت «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» والقداس السنوي المرافق لها. هنا أيضاً، برزت «حيادية المحطة وموضوعيتها»، إذ عرضت قبل أيام من الموعد المنتظر، تقريراً عن اعتذار سمير جعجع «عن بعض تجاوزات الحرب» وقد أعلنه قبل عام، في الذكرى نفسها.
ببساطة، عرض التقرير الفرصة الاستثنائية التي منحها جعجع للشعب اللبناني باعتذاره هذا، لكنّ «حلفاء سوريا، وخصوصاً المسيحيين منهم، أجهضوها». طبعاً، لم يعرض التقرير آراء «محور الشرّ» بل اكتفى برأي الصحافيين ميشال توما وشارل جبّور. غير أنّ كلّ ذلك بدا مقبولاً مقارنة بختام التقرير، حيث أعلنت مراسلة المحطة جويل قزيلي واثقةً، أنّه بعد مرور عام على خطاب الاعتذار، «أصبح الجميع بانتظار الخطوة التالية للدكتور سمير جعجع الذي لا ينفكّ يثبت يوماً بعد يوم أن عقيدة «القوات اللبنانية» هي المصالحة الوطنية وبناء الدولة وخطّ الرابع عشر من آذار هو طريقها».
إلا أنّ قمّة التطرّف، بدت واضحة أول من أمس السبت، إذ خصّصت المحطة فترة بعد الظهر لمواكبة القداس القواتي. واستُقبل الإعلاميان جيزيل خوري وشارل جبّور (مجدداً) في حفلة شتائم وتحريض ضدّ «حزب الله» والطائفة الشيعية، بمباركة فادي شهوان الذي كان يدير الحلقة، غاب عنها القداس و«الشهداء» و«المقاومة اللبنانية»!
هكذا أبدت خوري استغرابها لإصرار الشيعة على المثالثة، والحصول على حصّة مشابهة لحصة السنة والموارنة فيما الظرف الحالي ليس «وقت المطالبة بحصص بل الالتفاف حول الدولة»! ولم تقف العنصرية عند هذا الحدّ، بل قسّمت الشعب إلى فئتين هما: «نحن» أي اللبنانيون و«هم» أي الشيعة. إذ قالت «حزب الله يقول نحن أكبر من الجميع غير أننا نحن أي اللبنانيين لن نرضى بذلك». وفيما كان هذا الهجوم جارياً، كان جبّور يثني على كلام خوري وشهوان يهزّ رأسه موافقاً!