بشير صفير
بعد غبريال يارد وقبل مرسيل خليفة، تسقط حفلة استثنائية مساء الأحد للفنان اللبناني الأرمني غي مانوكيان ضمن فعاليات «مهرجانات بيت الدين». أمّا صفة استثناء فلا تعني بالضرورة أمراً إيجابياً. وكنا قد أشرنا في الملحق الخاص عن المهرجانات الصيفية، إلى أنّ من يقرأ سيرة مانوكيان الفنية يعتقد للوهلة الأولى أنّ المعني هو موزار أو «موزار الأرمني». أما إذا قرأنا إعلان الحفلة، فسنتأكد من ذلك عندما نجد أنّ الأوركسترا الفلهارمونية الأرمنية ستشارك في الأمسية (وفلهارمونية تعني بين 80 و120 عازفاً أو أكثر). لكنّ الواقع مختلف.
لقد أظهر مانوكيان موهبةً كبيرةً في العزف على البيانو في صغره. لكنّ هذا لا (ولم) يجعل منه مؤلفاً كبيراً ولا صاحب رؤية موسيقية جديدة وجيدة في شبابه. أما محاولات التأليف عند الصغار فتُعتَبَر دائماً أعجوبة! لكن ما يصلنا من غي مانوكيان الموسيقي والمؤلف اليوم أو منذ التسعينيات: تكنو وبوب عربي شرقي غربي أرمني، مؤثرات صوتية واستعراض. خط الانطلاق من التراث والفلكلور (الشرقي والأرمني)، وخطّ الوصول عند الحداثة الغربية والتكنولوجيا. هل هذا حفاظ على التراث؟ هل هي استعادة له وتقديمه إلى أجيال لا تعرفه؟ هل هو تطوير له؟ كلا. هذا تقويض للتراث، غاياته تجارية، تسهم في خفض مستوى الذوق الفني الجماهيري العام.



مقطع من "Assouman"







إن المساهم الأكبر في صناعة أعمال مانوكيان وانتشارها هو التقنيات الحديثة (صوت، تسجيل،...) والترويج واستقدام أوركسترا فلهارمونية، ودعوة موسيقيين عالميين للمشاركة في إنتاجاته. من Senses إلى REG project، إلى «سراب» وصولاً إلى Live in Cairo وFashion TV Arabia (تحديداً موسم 2006ــــ2007!) وAssouman (حزيران 2009) وVibes (الذي صدر في فرنسا هذا الشهر)، تستمر مسيرة مانوكيان الفنيّة وتتوالى الإصدارات التي تختلف في الشكل كما في المضمون ولكن ليس في التوجه العام. إنها موسيقى النوادي الليلية البرجوازية. وموسيقى «الفاشن» التي لا يراد منها إلا تعبئة مساحة صوتية لتمايل العارضات. لكن ما هي الغاية من هذه الموسيقى في سماء «بيت الدين» الصافية؟!


20:30 مساء بعد غد الأحد ــ «مهرجانات بيت الدين» ــ للاستعلام: 01/373430 ــ www.beiteddine.org