زينب مرعيمن لقاء سينمائي عابر في 2001 إلى تظاهرة محترفة تقدّم في بيروت أعمالاً لا تتسع لها المهرجانات الأخرى. إنّه مهرجان né à Beyrouth الذي يقدّم برامجه اليوم للإعلام، تحت اسم «مهرجان الفيلم اللّبناني»، مانحاً للمرة الأولى «جائزة بنك عودة لأفضل فيلم» (2000 دولار) التشجيعيّة، وتشاركه «مؤسسة سينما لبنان» بعرضٍ لأفلام من أرشيف «تلفزيون لبنان».
المشروع بدأه المنتجان بيار صرّاف ووديع صفي الدين، والمخرجان نديم تابت ودانيال عربيد، بهدف خلق موعد ثابت للسينما اللّبنانيّة والأفلام القصيرة التي تضيق بها الصالات التجاريّة. لكن الإلتزامات المهنيّة ــ الشخصيّة للمؤسّسين بعد إنشائهم «مؤسسة né à Beyrouth للإنتاج»، حالت دون متابعتهم هذا الموعد السنوي وحدهم، يقول مديره بيار صرّاف. هكذا عمدا إلى فصل اسم المهرجان عن اسم المؤسسة، كمقدّمة لتشكيل لجنة جديدة تضمن لهذا الحدث السينمائي الإستمراريّة، ويبقى للمؤسسة الأم دور فاعل فيها.
يؤكّد نديم تابت المدير الفنّي للمهرجان أنّ مستوى الأفلام يتطوَّر من سنة إلى سنة مع انتشار ثقافة السينما رغم غياب العديد من الأفلام الجيدة عن الصالات، وذلك بفضل الإنترنت والـ «دي. في. دي». كما يشير تابت إلى دور التطور التقني في تحسين نوعيّة الفيلم اللّبناني «إذ أصبح ممكناً صناعة أفلام قصيرة بجودة الأفلام العالميّة بسبب تقنيّة HD». لكنّ المهرجان الذي سيتيح رؤية الإنتاجات السينمائيّة اللّبنانيّة الجديدة في خمسة أيام، بين 20 و 24 آب (أغسطس) في «سينما أمبير» (صوفيل ـ أشرفيّة)، ينبّهنا إلى أنّنا أمام نمط واحد من الأفلام تقريباً، خصوصاً أنّ الإنتاجات المحليّة تحيل على الواقع السياسي والإجتماعي المحيط، والحروب التي مرّت دائماً بطريقة أو بأخرى... كما هي الحال مع فيلم «دارسون في التاريخ» لهادي زّكاك المشارك في المهرجان...
يرى تابت أنّ «المهتمين بالسينما في الخارج يعتبرون الفيلم الفولكلوري اللّبناني فيلم حرب، والأفلام الأخرى لا تهمّهم... مع ذلك يجب علينا أن ننتقل إلى سينما القصّة التي لا تحمل أعباء الوضع اللّبناني بالضرورة... فالسينما اللبنانيّة ما زالت أقرب إلى الوثائقي أو الأرشيف».
المهرجان في دورته الثامنة، حجز مكانه في الحياة السينمائيّة اللّبنانيّة برأي منظميه، فهو يشجّع أي مخرج على تقديم عمله بميزانيّة ضئيلة (200 دولار مثلاً). ويسهم «نما في بيروت» في تعريف الجمهور بأفلام لم تعرض تجارياً كشريط دانيال عربيد «رجل ضائع» الذي لفت الاهتمام في «مهرجان كان» قبل عامين، لكنّ الصالات اللبنانيّة لم تستقبله بسبب جرأته في الشكل والمضمون. سيعرض أيضاً Un Instant Mon Glamour لشيرين أبو شقرا، وFalling from earth وهو عمل تجريبي لشادي زين الدين.
إضافةً إلى ذلك، يتضمّن برنامج المهرجان 38 فيلماً متنوّعاً بين أعمال قصيرة وتجريبيّة ووثائقية وأفلام تحريك... إضافةً إلى خمسة أفلام من نوع الفيديو كليب (تشارك هذه الفئة للمرة الأولى وهي لا تشبه ما نراه على الشاشات بل تقترب من الأعمال التجريبيّة)، ومن بينها «أهواك» لزيد حمدان وP like paranoia لرامي قديح... هذه الخطوة أتت تيمّناً بـ «مهرجان أوبرهوسن» الألماني الدوليّ للأفلام القصيرة ــ ضيف «...نما في بيروت» لهذه الدورة مع عرض لكليبات وأفلام قصيرة ــ ومديره لارس غاس.
يخبرنا بيار صرّاف أنّ المهرجان لا يصبو إلى العالميّة، إلا أنّه عبر دعوة المهرجانات الأجنبيّة يطمح إلى إيصال الفيلم اللبناني للخارج: «منذ ثلاث سنوات، دعونا مهرجان Pantin الفرنسي. وفي السنة التالية عرضوا بعض الأفلام اللبنانية المأخوذة من مهرجاننا».


من 20 حتى 24 آب (أغسطس) الحالي ـــــ «أمبير صوفيل» ــ للاستعلام: 01/204080 www.neabeyrouth.org