محمد عبد الرحمنطبّقت الكنائس المصرية المثل الشعبيّ الشهير «اللي يتلسع من الشوربة، ينفخ في الزبادي» على مسلسل «تاجر السعادة». فحسب المثل، تدفع الإصابة من سخونة الطعام الحار الإنسان الخائف إلى تبريد الطعام البارد. وهكذا حصل: بعدما وجّهت إلى بعض الكنائس انتقادات حادّة بسبب السماح بتصوير أفلام، رأى بعضهم أنّها تسيئ إلى الأقباط ـــــ «بحب السينما» نموذجاً ـــــ رفضت كنائس مصرية عدّة السماح لفريق عمل مسلسل «تاجر السعادة» للمؤلف عاطف بشاي، والمخرجة شيرين عادل بتصوير بعض المشاهد إما بالاعتذار من دون إبداء الأسباب، أو طلب الاطّلاع على النص أولاً للتأكّد من عدم وجود ما يسيئ إلى الكنيسة. وهو ما رفضه عاطف بشاي، مؤكّداً أنّه يرفض أيّ وصاية دينية على الأعمال الفنية، لأنّ الجهة الوحيدة المنوط بها مراجعة تلك الأعمال هي الرقابة فقط. وأوردت جريدة «الشروق» أنّ المشاهد التي كان يُفترض تصويرها داخل الكنيسة، تدور حول منع الشيخ مصباح (خالد صالح) صديقه المسيحي كيرلس (أحمد صيام) من دخول الكنيسة لتخريب حفلة زفاف زوجته السابقة، التي نالت الطلاق منه بسبب تورّطه في

العمل هو الثالث لخالد صالح في مجال البطولات التلفزيونية المطلقة
الزنى، ثم سمحت لها الكنيسة بالزواج لاحقاً، ورفضت إعطاءه الحق نفسه باعتباره كان سبباً في تفريق «ما جمعه الرب». ويؤكّد بشاي أن المشهد يعكس قوة العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر من دون خطابات مباشرة وأصوات زاعقة، فالصديق المسلم يحاول جاهداً منع المسيحي من إفساد الفرح والاعتداء على المكان المقدّس. وقد أبدى بشاي تعجّبه الشديد من انغلاق الكنيسة، والتعامل باستعلاء مع الأعمال الفنية، رغم الشكوى المستمرة من الأقباط بأنهم مهمّشون في الدراما المصرية. وعندما يحاول بعضهم مقاومة هذا التهميش، تنطلق الأصوات الغاضبة، وهو ما يتكرّر مع كل عمل فني تظهر فيه شخصيات قبطية في أدوار رئيسية. وانتقد بشاي أيضاً سياسة الكيل بمكيالين، لكون الكنيسة قد وافقت قبلاً على تصوير فيلم «حسن ومرقص»، وها هي تمنع «تاجر السعادة» كأنّ لعادل إمام حصانة خاصة. وقد اضطرت المخرجة شيرين عادل إلى بناء ديكور الكنيسة داخل أحد الاستديوهات بدلاً من حذف تلك المشاهد.
مسلسل «تاجر السعادة» يدور حول شخص ضرير يسترزق من تلاوة القرآن في الأتراح، ويغنّي بصوت جميل في الأفراح، حتى تحدث نقطة تحوّل في حياته. إذ يظن الناس أنّه قادر على معرفة الغيب وكشف المستور، فيلجأ إليه الأثرياء من رجال أعمال وفنّانين، وينجح بإقناع الجميع بأنّه «تاجر السعادة» قبل أن ينتهي المسلسل بمفاجأة من العيار الثقيل. العمل هو الثالث على التوالي لخالد صالح في مجال البطولات التلفزيونية المطلقة، لكنه حتى الآن يلقى ترحيباً يفوق ما قدّمه في العامين الماضيين، وتشارك في البطولة هالة فاخر، في دور زوجة الشيخ مصباح الضرير، وداليا مصطفى في دور كومبارس تعاني الفقر وظلم الزوج، وترتبط عاطفياً بعد ذلك بتاجر السعادة.

18:00 على «الحياة»