في السهرة التي أرادها منظمو «مهرجان بيبلوس» ثلاثية النكهة، وإلى جانب الإلكترو ــــ بوب مع YAS، والعزف الكلاسيكي الجازي على البيانو مع غونزالِس، تطل أيضاً فرقة «كوكوروزي» الأميركية لتضيف نمطاً غنائياً وموسيقيّاً مختلفاً هو الفولك ـــ روك المستقِل الحديث. لا يقِل ثنائي «كوكوروزي» أهميةً عن فرقة «كين» التي سبقت زميلتها إلى المهرجان هذا الموسم. مع ذلك، حُجِزَت لـ «كين» ليلة مستقلة. أما «كوكوروزي» فتتقاسم السهرة مع اسمَين آخرَين، والسبب هو النمط الموسيقي الرائج (التجاري بالمعنى غير السلبي للكلمة) الذي تقوم عليه تجربة فرقة الروك الإنكليزية الشابة، فيما يُعدّ ما تقدمه «كوكوروزي» فناً بديلاً إلى حدٍّ ما. علماً أنه من التيارات الأكثر رواجاً اليوم، لكن في أوساط محدَّدة. بمعنى أنّ أعمال الفرقة هي من إنتاج مستقل، ولا تهم كثيراً الشركات الكبيرة القادرة على ترويج السلعة التي تريد، بغض النظر عن قيمتها (وهذا ينطبق حتى على الموسيقى الكلاسيكية).
أطوارهما الغريبة تنعكس في النصوص أكثر من الموسيقى
«كوكوروزي» فرقة مختصرة التركيبة. تأسست عام 2003 وتضمّ الشقيقتيْن بيانكا وسييرا كاسيدي اللتين تتوليّان صناعة مكونات أغاني فرقتهما من النص إلى الغناء والموسيقى تأليفاً وأداءً. الفتاة الأولى هي بيانكا (أو كوكو). تغني وتعزف الإيقاعات. والثانية هي سييرا (أو روزي). تغنّي أيضاً وتعزف الغيتار والفلوت والقيثارة (الهارب). ولد الثنائي في الولايات المتحدة، لكن الانطلاقة الفنية كانت من فرنسا حيث سكنت الشقيقتان. تعمل الأختان على أسلوب تعبير بسيط وغريب في الوقت عينه. أطوارهما الغريبة التي تظهر في الصور تنعكس في النصوص أكثر من الموسيقى. تبدوان كأنهما هربتا من قصة خرافية إلى الواقع، لكنهما ما زالتا تعيشان في عالم خاص، تحت سقف كوخ قديم في غابة نائية، تمارسان فيه طقوساً غريبة، وتراقبان المجتمع من بعيد. وقد يعود ذلك إلى طفولتهما التي أمضياها في المدارس الداخلية بعد طلاق والديهما.



مقطع من أغنية "Noah's Arc"







بعد تجربة عابرة وغير معروفة في مجال الهيب ــــ هوب، أصدرت الفرقة ألبومها الأول عام 2004 وتلته إصدارات أخرى، يبقى أهمّها «نواز آرك» (سفينة نوح). في معظم أغاني الفرقة جو من الكآبة التي تتمثّل في الغناء بالدرجة الأولى، وهذا العنصر بات من خصائص الغرب اليوم، إذ حلّ محلّ الصراخ الذي طبع الفترة السابقة.