رغم أنّ معظم أعمال mbc لرمضان 2009 أصبحت واضحة، إلا أنّ القناة لا تزال حتى الساعة تحيط برمجتها الكاملة بالسرّية، مفضّلةً توزيع بياناتها... «بالقطّارة»
باسم الحكيم
قبل شهر من حلول الموسم الرمضاني، لا تزال mbc تتكتم عن برمجتها الخاصة بالشهر الكريم، بينما سبقتها معظم الفضائيات إلى الكشف عن كامل برمجتها منذ أيّام، بل أسابيع. هكذا، فضّلت المحطة السعوديّة هذا العام، كشف برامجها على مراحل وتوزيع بياناتها الصحافيّة «بالقطّارة». طبعاً الكل يعلم أنّها تحتكر «باب الحارة» في جزئه الرابع للمخرج بسّام الملّا، والموسم الـ16 من «طاش ما طاش» مع عبد الله السدحان وناصر القصبي وإخراج السوري هشام شربتجي. وإذا لاحظنا أنها تتمسك ببرامجها الثابتة كـ«حروف وألوف» مع محمد الشهري، والبرامج الدينيّة «حجر الزاوية»، و«بيني وبينك»، و«الإفتاء» و«خواطر»، يمكن اعتبار أن خريطة القناة شبه واضحة، وخصوصاً بعد بدء الترويج للمسلسل البدوي الملحمي «فنجان الدم» للمخرج السوري الليث حجّو (إنتاج شركة سامة السوريّة). وكانت الاعتراضات قد سحبت هذا العمل من العرض قبل ساعات من حلول رمضان 2008.
من هنا، ما تتكتّم عنه mbc لا يعدو كونه عنوان المسلسل المصري والمسلسل التاريخي الذي قد يستبدل بعمل اجتماعي سوري. كذلك ستعرض المحطة برنامج ألعاب ومسابقات مع حليمة بولند وفوازير بعنوان «أم حديجان» عن جَدّة خفيفة الظل ومثقفة تعمد إلى توعية المجتمع، وتطرح في نهاية كل حلقة سؤالاً مع عبد العزيز الهزّاع. هذا إضافة إلى سيتكوم «آها وبس» مع حبيب الحبيب (30 حلقة مدة كل منها 4 دقائق)، مع مجموعة مواقف مضحكة.

مُنع المسلسل من العرض العام الماضي بحجّة إثارته «النعرات القبليّة»
إذاً، قبل أيّام قليلة، أعادت mbc الترويج لمسلسل «فنجان الدم» من تأليف عدنان عودة وإخراج الليث حجّو، قبل الترويج لـ«باب الحارة 4». وبذلك، بات المعترضون عليه على علم بأنه سيجد طريقه إلى الجمهور في رمضان. فهل يحتجون ويعيدون سحبه، أو يدعونه يمرّ، وخصوصاً بعد المونتاج الذي حرص على استبعاد كل «ما يثير النعرات القبليّة». وللتذكير فقط، عندما أعلنت mbc العمل قبل عام كامل، تلقت مراجعات من منطقة الخليج العربي ومن أوساط بعض القبائل التي تحفظت على مضمونه، متخوفةً من إثارته بعض الحساسيات والنعرات القبليّة. وأعلنت المحطة وقتها «أننا آثرنا تأجيل عرض المسلسل، ريثما يُنتَهى من تصوير حلقاته ووضع اللمسات المونتاجية الأخيرة على مشاهد أخرى، وبالتالي التمكن من مشاهدة حلقاته بالكامل قبل عرضها على الشاشة»، واعدة بعرضه بعد رمضان. بينما عزا الكاتب عدنان عودة يومها إيقاف المسلسل إلى المنافسة من المنتجين السوريين والعرب والمؤسسات الإعلامية. وأضاف أن بعض الأحداث قد تستند إلى أسس واقعية، «لكن الحكاية برمتها متخيلة، ولا بدَّ من التركيز على القراءة الدرامية والفنية».
وتدور أحداث «فنجان الدم» حول وعد قطعه شيخ قبيلة المعيوف النجدية، تحت وطأة غزوات قبيلة النوري الهزاع، بأن تغادر قبيلته الجبال وتنزل إلى السهول إذا مُنحت قبيلته المكونة بمعظمها من النساء ألفاً من الذكور. وعند ولادة الذكر الألف، تفي القبيلة بوعدها فتغيّر مسكنها الجبلي الوعر إلى السهول حيث منابع المياه والمراعي. وتقع معركة طاحنة بين المعيوف والنوري الهزاع، ويتولى المعيوف زعامة البادية. غير أن قصة حب كبيرة بين النوري الهزاع (جمال سليمان) وعليا المعيوف (ميساء المغربي)، ستقلب الأمور رأساً على عقب.
وتُتوزع بطولة العمل بين مجموعة من الفنانين السوريين والسعوديين والكويتيين واللبنانيين منهم: غسان مسعود، وعبد المحسن النمر، وباسم ياخور، وقصيّ خولي، ونسرين طافش وعبير شمس الدين وسواهم. وحاولت mbc التعامل مع المسلسل كأنه عمل جديد، فتوقفت في بيانها التوضيحي عند إشادة جمال سليمان بـ«ضرورة توظيف تاريخنا العربي الناصع في الإنتاجات الدرامية الضخمة، على أن يكون هذا التوظيف مدروساً بعناية».
هكذا، يبدو إعلان العمل اليوم كأنّه نوع من الاختبار، ونتيجته لا بد من أن تظهر في الأيّام المقبلة، فهل يسكت المعترضون أم تعلو الأصوات مرّة جديدة مطالبة بإيقاف العمل؟ ثم على ماذا اعترض شيوخ القبائل تحديداً؟ وهل انتفت حجتهم اليوم، وصار المسلسل مباحاً عرضه؟
الكلام عن «فنجان الدم» يعيد إلى الواجهة السؤال عن مصير مسلسل «سعدون العواجي» الذي أوقفت قناة «أبو ظبي» عرضه في رمضان الماضي. هل يُعاد النظر فيه هو أيضاً؟
وبعيداً عن الدراما البدويّة، لن تغيب الدراما الكويتية عن برمجة القناة السعوديّة. ولعل أوفر المسلسلات حظاً في العرض هو «قلوب للإيجار» من تأليف الكاتبة وداد الكواري وإخراج البحريني محمد القفاص وبطولة عبد العزيز جاسم ومونيا في ثانية تجاربها التمثيليّة بعد مسلسل «شر النفوس» في رمضان الماضي.


مفاجأة مصرية ثقيلة؟

توضحت الصورة بشأن المسلسلات المصريّة على معظم الفضائيات، غير أن mbc ترفض حتى اللحظة إعلان مسلسلها. وبينما ينفّذ في القاهرة لمصلحتها مسلسل «كلام نسوان» للمخرج عمر عبد العزيز والذي تشارك فيه نادين الراسي (الصورة)، ويصوّر المخرج هاني خليفة لمصلحتها أيضاً مسلسل «الجامعة» (يستمر تصويره حاليّاً)، يبدو أن المحطة تخبّئ مفاجأة من العيار الثقيل لجمهورها ولن تعلنها إلاّ قبل أيّام من رمضان، وخصوصاً أن «أبو ظبي الأولى» و«دبي» وLBC و«روتانا خليجيّة» و«الراي»... احتكرت أكبر الإنتاجات الدراميّة. ويبقى السؤال عن عنوان المسلسل المصري على mbc!